قبل حوالي 4800 عام، ظهر لأول مرة العلاج بالموسيقى عند النابغة الفرعوني أمحوتب، حتى بلغ به التعمق في هذا العلم أن بنى أول معهد طبي في التاريخ للعلاج بالذبذبات الموسيقية. وقد أثبت العلم الحديث أن ذبذبات الموسيقى تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي، إذ يمكن لكل ذبذبة أو أكثر أن تؤثر على جزء ما بالمخ، خاص بعصب ما، فتخدره بالقدر الذي يتيح له فرصة الاسترخاء، واستجماع الإرادة، للتغلب على مسببات الألم، فيبدأ الجسم في تنشيط المضادات الطبيعية والإفرازات الداخلية التي تساعد الجهاز المناعي وغيره على التغلب على مصدر الداء ومكانه. وإخوان الصفا قالوا إن أمزجة الأبدان كثيرة الفنون، وطباع الحيوانات كثيرة الأنواع ولكل مزاج ولكل طبيعة نغمة تشاكلها ولحن يلائمها، وهذا يدل على علاقة الإنسان الوثيقة بالموسيقى، وبمدى فاعليتها في تغييره. ومن خلال دراسة حديثة في أمريكا، اكتشف السادة الأطباء أن طريق الموسيقى يشعر الإنسان بوجوده؛ حيث يمكن اعتبار الموسيقى طريقاً إلى الحوار مع الذات وإعطاء قيمة من خلال «الأنا» إلى «الأنا الأعلى»، ومن ثم إلى عالم العقل الباطن «اللاوعي». ولم يعد هنالك شك في أن الألم والانفعال، وكثيراً من الأمراض لها اتصال بعمل الأندورفينات –هرمونات تفرزها الغدة النخامية- التي اكتشفت عام 1972، واتضح أن الموسيقى تساعد مساعدة جبارة على زيادة إفرازها، وبالتالي على علاج الجسم وشفائه من الأمراض.