بيشة – عبدالله المعاوي الأطباء فشلوا في معرفة حقيقة مرض مساعد الغامدي.. وخفافيش بيشة دخلت دائرة الشبهات. 16 يوماً فقط عاشها مساعد عبدالله هلال الغامدي ( 60 عاما) من سكان قرية العطف شمال محافظة بيشة بعد إصابته بفيروس كورونا قبل ستة أشهر ليكون أول ضحايا هذا المرض في المملكة، لكنه فتح الطريق أمام صائد الفيروسات الشهير الأمريكي إيان لبكين الذي استعانت به وزارة الصحة رفقة فريق عملي من جامعة كولومبيا الأمريكية لاكتشاف هذا المرض الغامض وقتها، حيث دارت الشكوك في أن يكون وراءه الخفافيش التي كانت تستوطن قريبا من مزرعة الغامدي، وهو ما خلف أصداء في الصحافة العالمية التي اهتمت بالقصة وزيارة الفريق العلمي وأبحاثه. صالح الغامدي وبعد ستة أشهر من وفاة والده حكى ل»الشرق» ملابسات المعاناة التي عاشها والده، وهو يتنقل من مستشفى لآخر أملا في علاج مرضه الغامض الذي انتهى به إلى فشل كلوي قبل وفاته. وقال» بعد إصابته بشكل مفاجئ بارتفاع شديد ومستمر في درجة الحرارة مصحوبا بصداع، راجع والدي مستوصفات خاصة في بيشة أعطته بعض المضادات دون فائدة. فراجع مستشفى الملك عبدالله حيث تقرر تنويمه لارتفاع درجة الحرارة المستمر والذي تجاوز 40 درجة، غير أنه رفض وسافر إلى جدة وعرض نفسه على أطباء مستشفى معروف وهناك أجريت له مزرعة وأخذت عينات من الرئة وأجزاء أخرى من الجسم لأكثر من مرة قبل أن يتم عزله وإدخاله العناية المركزة». وأضاف أن المشكلة لم تكن في ارتفاع درجة حرارة والده بقدر ما كانت في جهل الأطباء طبيعة المرض حتى يقرروا خطة علاجية مناسبة، فهم كانوا يعتقدون إصابته بعدة فيروسات مجتمعة لذلك أعطي مضادات بشكل مكثف، لكن حالته أخذت تسوء بشكل سريع حتى وصلت للفشل الكلوي، وسبق ذلك محاولات لنقله لمستشفيات حكومية متخصصة غير أن تقارير الأطباء كانت تشير إلى عدم إمكانية ذلك. وأضاف:» بعد ثلاثة أشهر من وفاة والدي اتصلت بي إدارة الطب الوقائي في وزارة الصحة وأخبرني أحد العاملين فيها أن والدي أصيب بفيروس جديد وأن فريقا علميا سيزورنا في المنطقة لتقصي الأمر.. فظننت أن الأمر كان خلفه الشكوى التي رفعتها للوزارة عن تعرض والده للإهمال». واستطرد: «بعد أيام قليلة وصلنا فريق طبي أخذ عينات من أفراد الأسرة ومن الحيوانات الموجودة في المزرعة ومكث أكثر من أسبوعين غادر بعدها ، وحتى هذه اللحظة لم نعرف نتائج تلك التحاليل والإجراءات». «الشرق» من جانبها علمت أن وزارة الصحة، بعد اكتشاف حالة الغامدي، استعانت بفريق من مركز العدوى والمناعة في جامعة كولومبيا الأمريكية في أكتوبر 2012 م برئاسة الباحث الأمريكي إيان ليبكين المشهور ب»صائد الفيروسات». وضم الفريق أيضا أعضاء من منظمتي الصحة العالمية، و ECOHEALTH الأمريكية للحفاظ على الصحة والبيئة إلى جانب فريق خاص بمطاردة الخفافيش. وزار الفريق بيشة أربع مرات خلال الفترة الماضية قام خلالها بعمل استقصاء وبحث عن طريقة انتقال الفيروس إلى الغامدي، وكانت الشكوك تدور حول الخفافيش التي رصدها الفريق بالقرب من مزرعة الغامدي والتي كان يمكث فيها كثيرا. وجمع الفريق عينات من كل الحيوانات التي كانت تعيش بالمزرعة آنذاك. ولم يكتف الفريق بتلك الإجراءات، بل وسع دائرة البحث لتشمل كلّا من قرى العطف والنقيع والحرف والنغيلة وغيرها. وتوقف الفريق كثيرا عند البيوت الطينية التي قد توجد فيها الخفافيش بحثا عن فضلاته لفحصها حيث كان في دائرة الشك بأن يكون سبباً لانتقال الفيروس للإنسان إما مباشرة أو عبر وسيط من الحيوانات الأليفة. كما زار الفريق سوق النقيع الشعبي وأخذ عينات من المتسوقين والعاملين والمواشي. الصحافة العالمية لم تترك خبر زيارة الفريق العلمي لبيشة لاستقصاء الفيروس فكتبت صحيفة الجارديان البريطانية في 15 مارس الماضي إن الإصابة بالفيروس دفعت المملكة لاستدعاء فريق جامعة كولومبيا لدراسة الخفافيش في محيط مدينة بيشة، مشيرة إلى أن الفريق لم ينشر حتى الآن النتائج التي توصل إليها، ولكن مهما كانت، فإنها لن تكتمل الصورة. ولا أحد يتوقع جوابا قريبا، الجميع قلقون في وكالات الصحة العامة، ويجري العمل لتحديد ناقل الفيروس، وأن البحوث تستهدف الأردن، والمملكة وقطر والدول المجاورة لاختبار حيوانات الماعز والأغنام والإبل والخيول وغيرها للكشف عن الفيروس. كما نشرت مجلة nature العلمية في طبعتها العربية عبر أنه جرى الكشف عن مزيد من الألغاز على يد صياد الفيروسات إيان ليبكين في أكتوبر 2012 لدراسة الحالات الأولى هناك. وأفصح ليبكين للمجلة بأنَّه اكتشف وجود تسلسلات وراثية جزئية لفيروسات تاجية تم عزلها من الخفافيش، تتطابق مع الفيروس التاجي الذي وجد لدى البشر. ويقول إن هذه النتائج تنبهنا حول ما يتعلق بالمصدر الأصلي لهذ ا الفيروس. مساعد الغامدي