عاب رئيس حزب الإصلاح، وهو أحد الأحزاب السلفية في مصر، على الرئيس محمد مرسي ما سمّاه «التعامل بلين مفرط مع من يحرقون البلاد»، داعياً إياه إلى اتخاذ إجراءات استثنائية ل «قمع الفوضى» والانتصار للفقراء، وواصفاً حكومة هشام قنديل ب«الضعيفة» حتى بعد التعديل الوزاري الأخير. وأوضح الدكتور عطية عدلان، في حوارٍ ل «الشرق»، أن «الإصلاح» يسعى إلى تقديم أنموذج سياسي متوازن وإقامة المشروع الإسلامي بتدرج يتفادى الصدام المجتمعي ويراعي جميع طوائف المصريين معتمداً على المرونة دون التخلّي عن الثوابت، وإلى نص الحوار: * ما هي أجندة حزب الإصلاح؟ وهل تشاركون أي أحزاب إسلامية أخرى في نفس السياسات؟ أجندتنا الحزبية تقوم على عدة ركائز، أولاً: تقديم أنموذج متوازن من العمل السياسي يعتمد الوسطية والتوازن، بمعنى لا إخلال بالمبادئ الثابتة ولا توقف عن الانفتاح على الحياة المعاصرة ومتطلباتها، ثانياً: الانطلاق من المرجعية الإسلامية لتحقيق أعلى معدلات الكرامة للمواطن المصري وتحسين إدارة الموارد البشرية واستثمار الموارد الطبيعية التي تتميز بها مصر، ثالثاً: السعي لرسم استراتيجية واضحة لتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة المشروع الإسلامي بتدرج يراعي جميع طوائف الشعب المصري ويتفادى الصدام الذي يؤدي إلى التفكك المجتمعي وهو ما تأباه روح الشريعة. * حدثنا عن أهم تحركاتكم السياسية؟ الحزب قدّم مشروعاً إلى الحكومة، برعاية نائب رئيسه المهندس خالد منصور، يتعلق بالنواحي الاقتصادية بهدف الخروج من الأزمة الراهنة التي تتعرض لها البلاد وهو قيد البحث لدى الحكومة، كما نظمنا مؤتمراً ضم بعض الأحزاب ك «التغيير» و«البناء والتنمية» لبحث ترشيد الأداء الإعلامي الذى ينبغي أن يتسم بالمصداقية والمهنية والشفافية بعيداً عن ترويج الشائعات والأكاذيب. * هل تتفقون مع رؤية الإخوان المسلمين للمشروع الإسلامي؟ هناك أحزاب تتجاهل المرونة وتتشبث بالثوابت، وهناك أحزاب أخرى أرخت قبضتها على الثوابت انطلاقاً من آفاق المرونة التى يتطلبها الواقع المعايش، وحزب الإصلاح لديه رؤية واضحة للمشروع الإسلامي، نحن نسعى إلى تقديم أنموذج متوازن وغير مرتبك يعطي المبادئ والثوابت حقها ويتيح مساحة من المرونة. * ما تعليقك على أداء الرئيس؟ وماذا تطلب من الدكتور محمد مرسي؟ نختلف مع الرئيس في اتباع سياسة اللين المفرط تجاه الذين يحرقون ويخربون في البلاد، وكل هذا التخريب المتعمد يؤدي إلى إشعار المواطن بعدم الأمان علماً أن من أولى مهام الرئيس توفير الاستقرار والأمان للمواطنين، والرئيس مرسي يستطيع من خلال ما يمتلكه من أدوات أن يقمع هذه الفوضى في ظل مرحلة يجوز فيها ما لا يجوز من أجل تحقيق الاستقرار، كما نطالبه بتحقيق العدالة الاجتماعية للطبقات الفقيرة وسكان العشوائيات وصغار الفلاحين والمعطلين. * كيف تقدرون ما يواجهه من تحديات؟ نحن ندرك تماماً أن الرجل جاء على قمة نظام متهاوي الأركان تسري فى أوصاله دماء النظام القديم، ونعلم أنه ورث تركة مهلهلة وأن الفساد ضرب فى جذور جميع مفاصل الدولة وأن العلاقات الخارجية لمصر طيلة سنوات كانت تنفيذاً لأجندات خارجية أمريكية- إسرائيلية تحديداً، وإن كنا نعارضه فنحن نقدر الظرف التاريخي الذي تمرّ به مصر تحت قيادته ومن ثم نحن نرفض كل صور المعارضة اللاأخلاقية. * وماذا عن حكومة الدكتور هشام قنديل؟ حكومة هشام قنديل ضعيفة حتى بعد التعديلات الأخيرة، هي لم تلبِّ طموحات الشعب المصري ونعتقد أنها تفتقد إلى الخبرة الاقتصادية الحقيقية، كنا نأمل فى صبغة اقتصادية تحقق آمال المواطن البسيط بعد الثورة، كما أن الحكومة لا تتمتع بشفافية ولا تعرض خططاً واضحة المعالم.