لصوت شاحب يفيض منك يسد الليل فمه الكبير ويأتي ساحبا عباءته السميکة من الأقاصي ليجمعنا بين ابتهالات العتمة تتقاطر من السقف وصوت من أحب التضمخ بحليب صوته يأتي من شاشة الجهاز الصغير وبعد التفاف عنق بأصفر ناصع وتمتمة وموت صغير وسواقٍ لا لون لها تبتل البومات العمياء التي كانت تئن في أذن الساعة الثانية فجرا وتسكت. بين ذلك الصمت ترى في حلمك ما تراه كل يوم على الشاشة يخرج رجال بملابس مرقطة ونساء مبتسمات وتتقدم نحوك الدبابات والبنادق وعصائر البرتقال تخرج من فمك الأصوات والتراتيل وعصافير مكسورة الأجنحة وإلى جوارك الذي لا تراه أنتظر طائر النوم الذي لا يعرفني ولا يريد أن يعرف بعينين مفتوحتين مثل سمكتين منسيتين في ماء أسود مثقلة بذنوب لم أرثها أرى عباءة أمي في الريح تنأى وتتركني قرب هضبة كنت أظنها جبلا في الطفولة وأتوق لزقاقنا الصغير أرى قلوبا تتدلى عناقيد الغضب منها لجارات يحلمن بأخدود عنقك وخطيئة لم يقترفنها يتركنها تترنح في بالي كما صوفي … يريد أن يلمس الليل بخمس أصابع مخدرة تأمّلْ وهكذا تلمّسْ أضلعي لحظة الوداع