قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، إن الهيئة جعلت قضية تعزيز البعد الحضاري للمملكة في مقدمة أولوياتها، بهدف التعريف بالبعد الحضاري للمملكة إلى جانب الأبعاد الدينية والاقتصادية والسياسية المعروفة فيها، وتأكيداً على أن المملكة ليست مجرد دولة نفطية، بل دولة تمتاز بالتطور العمراني والنمو الاقتصادي المضطرد والمكانة السياسية المعتبرة. وأشار الأمير سلطان بن سلمان خلال مشاركته أمس كمتحدث رئيس في مؤتمر «الثقافة: مفتاح التنمية المستدامة»، الذي تنظمه منظمة اليونسكو، وتستضيفه الحكومة الصينية، إلى أن الهيئة عملت على تهيئة عدد من القرى التراثية في المملكة مثل رجال ألمع في عسير، والغاط في سدير بمنطقة الرياض، وذي عين في الباحة، مؤكداً أنها تتوسع في عديد من القرى التراثية المهمة، ويتوقع أن تصل خلال العامين الجاري والمقبل إلى 20 قرية تراثية، ستكون مشاريع ثقافية سياحية تؤصل الثقافة وتروج لها في قالب حضاري. وبين الأمير سلطان أن الهيئة تعمل على تطوير 70 قصراً من القصور والقلاع وقصور الدولة، لتكون محطات مهمة وأمكنة للتاريخ المعاش، مشيراً إلى أن الهيئة تسلمت خلال العامين الأخيرين عديداً من البيوت والقصور التي قام المواطنون بإهدائها للهيئة، وهي تعمل لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومراكز للإبداع الحرفي ومراكز للتراث العمراني ومقار للجمعيات المهتمة بالتراث في المملكة»، لافتاً إلى التنسيق مع الجامعات السعودية لتتولى تطوير مواقع تراثية تكون بمثابة نقاط لخدمة المجتمع. وأكد الأمير سلطان أمام جلسة بعنوان «هل يمكن تحقيق التنمية المستدامة بمعزل عن الثقافة؟»، في المؤتمر الذي يستمر خلال الفترة من 15 وحتى 17 من شهر مايو الجاري في مدينة هونغزو الصينية، أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده يؤكدان دائماً على ضرورة المحافظة على التراث الوطني واستثماره لصالح المواطن والاقتصاد، وجعله جزءاً أساسياً من التنمية المستقبلية، موضحاً أن التراث الحضاري للمملكة يشهد نقلةً مهمة في العناية بالموروث الثقافي، خصوصاً مع التزام الدولة بهذا المسار باعتباره مساراً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً مهماً وأصيلاً.