أبها – عبده الأسمري 216.6 ألف سعودي يعملون في الزراعة .. ونسبة السعودة 45.6%. نمو الناتج الزراعي المحلي من 39.5 مليار إلى 41.1 مليار ريال في 4 سنوات. آل مهدي: لا بد من تعاون مختصين لحل عوائق التنمية الزراعية والاعتماد على التعليم. بوقري: الاستثمار الخارجي سيقضي على عائق نقص الماء وسيوفر منتجات بأسعار مناسبة. أكدت دراسة حديثة أن قضية نقص الموارد المائية تأتي على رأس المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي السعودي، واقترحت الدراسة التي أعدتها غرفة أبها، الاستثمار الزراعي في السودان ومصر للتغلب على هذه المشكلة. وطالبت الاستفادة من الميزات النسبية في الإنتاج الزراعي لكل منطقة، والتوسع في إنشاء الجمعيات الزراعية لدعم المزارعين وتقديم المشورة الفنية والتحول من الزراعات التقليدية إلى الحديثة. وأفادت الدراسة أن عسير تسهم ب12.9% من إجمالي إنتاج الدواجن في المملكة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً في نسبة مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي، بسبب نقص الموارد المائية. وكانت وزارة الزراعة قد أبلغت مديرياتها في مناطق المملكة بدراسات متكاملة وتقارير عن الناتج الزراعي وعن مشكلات المزارعين وعن العوائق التي تعترض تنمية القطاع الزراعي في كل منطقة، وما ينقص المناطق والأسباب التي تمثل تهديداً للقطاع الزراعي تمهيداً لحلها ومدى الإنتاج النوعي للمحاصيل الزراعية. مشكلة البطالة وذكرت الدراسة أن القطاع الزراعي يُسهم في الحد من مشكلة البطالة، إذ يعمل فيه حوالي 475.5 ألف، منهم 216.6 ألف سعودي بنسبة سعودة 45.6% عام 2011م، وعلى الرغم من نمو إجمالي الناتج الزراعي من 39.5 مليار ريال عام 2007م إلى 41.1 مليار ريال في 2011م إلا أن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي انخفضت من 4.8% إلى 4.4 %. تقليص المساحة وكشفت الدراسة عن تقليص المساحة المحصولية في عسير، التي وصلت في 2011 م إلى 14.5 ألف هكتار، بعد أن كانت 20.4 ألف هكتار في 2006م بمتوسط معدل نمو سالب 6.6%. ونوَّهت بمساهمة عسير في إنتاج الثروة الحيوانية، إذ بلغ إنتاج المنطقة من الدواجن عام 2011م حوالي 68.3 مليون من الدواجن، تمثل حوالي 12.9% من إجمالي إنتاج المملكة، وبلغ إنتاج الماعز 127.3 ألف رأس تمثل 11.9% من إنتاج المملكة، وبلغ إنتاج المنطقة من الضأن 646.3 ألف رأس تمثل 9.8% من إنتاج المملكة من الضأن، فيما بلغ إنتاج البيض 250 مليون بيضة تمثل 6.2%، وينمو إنتاج عسير من الدواجن بمتوسط معدل نمو يصل إلى 6.8%، وهو المعدل الذي يفوق معدل النمو على مستوى المملكة، البالغ 0.3%، كما يمثل إنتاج المنطقة من الإبل 3.7%، ومن العسل 4.8%. حبوب وخضراوات وتُسهم عسير في إنتاج عدد من المحاصيل الشتوية والصيفية، ورغم انخفاض إنتاجها من الحبوب والخضراوات والفواكه في 2011م مقارنة بعام 2006م، إلا أن أحجام الإنتاج من تلك المحاصيل ارتفعت في 2011م مقارنة ب2010م، ما يشير إلى إمكانية التحول مرة أخرى إلى ارتفاع الإنتاج خلال السنوات المقبلة، وقد أسهمت المنطقة بنسب 0.6%، 2.6%، 3.7% في إنتاج الحبوب والخضراوات والفواكه على التوالي من إجمالي إنتاج المملكة. ويمثل إنتاج المنطقة من العسل حوالي 4.8% من إنتاج المملكة يمكن اعتبار منطقة عسير أحد أهم مراكز إنتاج الدواجن بالمملكة، حيث إن إنتاج منطقة عسير من الدواجن ينمو بمتوسط معدل نمو يصل إلى حوالي 6.8% خلال الفترة وهذا المعدل يفوق معدل النمو على مستوى المملكة والبالغ حوالي 0.3% خلال نفس الفترة. الزراعات الحديثة كما أكدت الدراسة ضرورة التحول من الزراعات التقليدية إلى الزراعات الحديثة، وهو ما يخطط له في منطقة عسير، وذلك عن طريق تشجيع أواستخدام التقنيات الحديثة كالبيوت المحمية وأنظمة الري الحديثة. تقديم الدعم للتحول من الزراعة التقليدية بالطريقة المكشوفة إلى الزراعة الحديثة، وهو ما يترتب علية ارتفاع الإنتاجية وتحسين نوعية وجودة ومواصفات المنتجات الزراعية وترشيد استهلاك المياه، وجعل الاستثمار الزراعي مجدياً . وتوجيه الاستثمار الزراعي الداخلي نحو زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك المائي المنخفض مثل إنتاج الخضار في البيوت المحمية والزراعات المكشوفة التي تستخدم أساليب الري الحديثة، أو إنتاج لحوم الدواجن وبيض المائدة، والاهتمام بالمزارع السمكية. شح الأمطار وقال عضو اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية في أبها المهندس الزراعي يحيى آل مهدي «إن نقص الماء يُعد عائقاً كبيراً أمام التنمية الزراعية في المملكة، لذلك لابد من وجود خبراء ومختصين لوضع حلول لمشكلات القطاع على مستوى المملكة، لأن المملكة دولة مترامية الأطراف وفيها بيئات خصبة للإنتاج الزراعي لعدة محتاصيل، ولكن النظرة السائدة عن الزراعة والقطاع الزراعي ووجود عوائق تتعلق بشح الأمطار وعدم وجود موارد مائية مستمرة ونقص المتخصصين في المزارع وتحول رجال الأعمال إلى مجالات استثمارية أخرى أوجد ضعفاً في القطاع الزراعي وانعكس ذلك سلباً على الإنتاج الزراعي بوجه عام إضافة إلى عدم الاهتمام بجودة المنتج ووجود ضعف في التواصل بين المزارعين والجهات التي يوجد بها الخبراء والمختصين والآفات الزراعية المختلفة، وعدم مكافحتها إضافة إلى أهمية أن يتم تحويل المزارع إلى بيوت للخبرات وإلى التعليم الزراعي والتوسع في توفير وظائف للمزارعين والمزارعات المؤهلات، واتجاه الشباب إلى الاستثمار في مزارع آبائهم وجلب مختصين والتوسع في توفير أقسام متخصصة في الجامعات وأهمية وضع حلول لعلاج توفير موارد مائية مستمرة غير معرضة لخطر التوقف والاستفادة من مياه الأمطار في ري المزارع . عناصر أساسية من جهته أكد المستشار الاقتصادي الدكتور فؤاد بوقري «أن هناك ثلاثة عناصر أساسية في الإنتاج الزراعي تتعلق بالماء والأرض والعمالة المتخصصة، لافتاً إلى أن هناك خططاً لتوفير مشاريع خارج المملكة في دول غنية بالماء ولديها البيئة المناسبة مثل السودان ومصر وإندونيسيا. وأضاف» أن هناك مروداً إيجايباً كبيراً للاستثمار الزراعي في الخارج ومنها القضاء على عائق ندرة المياه، وبالتالي وجود موارد مائية مهيأة ووافرة تنعكس على الإنتاج وإمكانية وجود عمالة مدربة في سوق تلك الدول، إضافة إلى وجود بيئات لأراض مناسبة للزراعه وإنتاج المحاصيل موارد إنتاج وأكمل بوقري «إن الاستثمار الزراعي في الخارج سيمد السوق السعودية بموارد إنتاج كبيرة في عدة منتجات كالخضار والفاكهة بكميات إنتاج كبيرة تعادل الإنتاج المحلي وتساهم في سد حاجة السوق السعودي وبالتالي فإن رجال الأعمال الذين سينفذون هذه المشاريع سيسوقون المنتجات الزراعية بأسعار مناسبة وفي متناول الجميع، وبالتالي فإن المردود سيكون متميزاً على السوق السعودي ووقف لعائق مهم وهو عائق ندرة المياه . حلول استراتيجية وأضاف بوقري «أن استخدام المياه الجوفية قد انعكس بنضب عدد من المواقع بعد استهلاكه في الزراعة وبالتالي لم يعد خياراً ولا بد من إيجاد حلول استراتيجية مناسبة لذلك، واجتماع للمختصين لمناقشة وضع موارد مياه والاستفادة بشكل عملي واستراتيجي من مياه الأمطار والسيول والاستفادة من مجاري الأودية وغيرها ووضع حلول بعيدة المدى والاتجاه لوضع حلول مناسبة والتركيز على التجارة النوعية وتحديث طرق الاستفادة من عوامل مساعدة في المملكة وبدائل للعوائق.» تطوير مساهمة القطاع الزراعي بالناتج المحلي الإجمالي بالمملكة