في طريق المدينة بمحافظة جدة كانت المعاناة، فلا يكاد يمر يوم دون أن تسجل إدارة المرور حادث دهس وإزهاق نفس، فعقدت الاجتماعات تلو الاجتماعات فكان التشبيك حلاً لإيقاف نزيف الدم، فلما فشل الحل في إيقاف عبور الناس دفعت مبالغ أخرى لرفع الشبوك من طريق المدينة، بالرغم من الحل كان بين أيديهم وهي جسور المشاة، فالناس لن ترضى أن تعزل الأحياء عن بعضها البعض. هذا كان فيما مضى، لكن التاريخ اليوم يعيد نفسه، فطريق الأمير ماجد «السبعين» يخلو تماماً من جسور المشاة وهو معرض لعودة سيناريو طريق المدينة في إزهاق الأرواح فلا يكاد يخلو من عبور الأطفال والنساء والشيوخ إلى الجهة المقابلة ومواجهة خطر الدهس وإزهاق نفس بريئة ناهيك عن تعطل حركة السير. الأمر يتكرر أيضاً في طريق الملك وطريق الملك فهد « الستين» وطريق الحرمين والذي احترق جسر المشاة الوحيد فيه منذ أكثر من عام وما زال على وضعه غير قابل للعبور. أمانة جدة أعلنت متأخرة بعدما حوّلت هذه الطرق إلى طرق سريعة وتحريرها من الإشارات الضوئية عن خطة لإنشاء أكثر من ثلاثين جسراً للمشاة، لكن ظلت هذه الخطة في أدراج المكاتب ولم تر النور حتى الآن، فهل ننتظر تزايد حالات الدهس حتى تتحرك الأمانة. قضية تحرير الطرق دون وضع خطط أثناء إنشائها من توفير الخدمات ، خاصة ما يتعلق بالمشاة من جسور وخطوط مشاة أمر غاية في الأهمية، كان ينبغي أن يوضع في الاعتبار منذ البداية. أما وقد انتهت هذه المشاريع وأصبحت سريعة لا تعتبر لأي عابر للطريق، فإن الإسراع في تنفيذ خطوط المشاة وجسور العبور في الطرق الحيوية التي تستدعي أو تشهد كثافة في قطع الطريق، أمر يجب أن تضعه أمانة جدة في عين الاعتبار، وتكون له الأولوية في عمل الأمانة.