محمد أحمد الناشري أحياناً نتمنى أن نصل إلى طموحاتنا وآمالنا لنلحق بالركب، كثير من الشباب يتطلع إلى أن يرقى إلى المعالي، والمجد لن تناله حتى تلعق الصبر، تواجهنا بعض العقبات والمنعطفات وتنغِّص علىينا حياتنا وسعادتنا وتجهض بعض أحلامنا وآمالنا وطموحاتنا، ولكن لانستسلم لتلك المعقوقات وأن يكون يقيننا أولاً بالله على صدق أنه لايضر ولاينفع إلا الله، ولو اجتمع مافي الثقلين على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بأمر الله ولاينفعوك إلا بأمر الله والوساطة ماهي إلا وسيلة تخفق في كثير من الأوقات، نسعى وراء طلب العيش والعلم ولا نسعى إلى ما ليس لنا به حق، فعندما يبحث عنك المنصب فاعلم أن هذا بتوفيق الله وإنه ربما يكون ابتلاءً عندما لم تحسن التصرف فيما وكِّل إليك، كذلك من يأتمنك بوكالة أو بسرِّ أو بمشورة أخ لأخيه، فإن هذا ابتلاء لربما يراودك الشيطان فتخون الأمانة، وقد تجد لك في المشورة انتقاماً لهذا الشخص بأثر رجعي، نصطدم في كثير من الأحيان بمن نحسبه الصديق الصدوق وخاصة في ذوي القربى، ونجد أننا في سراب يحسبه الظمآن ماءً، ظلم ذوي القربى أشد في زمن تغيَّرت فيه المفاهيم والمصطلحات واللغات فأصبح للخداع فن وللكذب كذلك وللنميمة كذلك، يضحك في وجهك ويغدر بك حينما تحين له الفرصة، إذن نحن نجاهد في هذه الدنيا ونكافح للعيش بسلام في ظلم بعض الناس الذين يشهرون سيوفهم في وجه العدل، وتغمد في حال الظلم علينا حقوق كثيرة تجاة أسرنا وأهلينا ومجتمعنا من أعمال البر والخير فلنشغل بها، أولادنا لهم عليك حق أن نرعاهم ونربيهم ونعلمهم وأن نكون حاضرين في جميع الوجبات بقدر المستطاع، وحاضرين معهم أثناء النزهة وخاصة العطلات الرسمية، نقول منُشغلين عنهم حتى تقع الفأس في الرأس ونندم حين لاينفع الندم، زوجات مع إيقاف التنفيذ وأزواج سهرانين خارج البيت وأطفال بين الأربعة جدران مع الجوال والنت، وصلاة الفجر تمر والبعض في نوم سُبات وأرباب الشر في الشوارع ينتظرون كل من ينشغل عنهم أسرهم ويكون لقمة صائغهة، الترفيه عن النفس لابأس به إذ لم تخالطه سلبيات، إذا نحن نجاهد بسيوف مغمدة لايستفاد منها إذا نحن تغافلنا عن كثير من الأمور الأسرية، أيها الأصدقاء وذوو القربى ومن على شاكلتهم حاموا على جبر القلوب فإنها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر،لاتجعلوا للنميمة والمنافقين والشائعات سبيلاً بينكم فكم فرَّقت بين الأحباب والأقارب، وكم راح بسببها ضحايا ومظلومون، كونوا كالنخلة تُساقط رطباً جنياً وكالنحلة تأخذ من الورد رحيقها دون أن تخرّب جمال الوردة وتلوّث رائحتها، واسكبوا ماء الرحمة على ضمائركم علها تصحو، وصححوا مساركم لعله يُوجد مُتسع من الوقت لقطع لسان الشر والعودة إلى الضمير الحي، أعيدوا ما أخذتموه بالقوة والظلم والتدليس، وأقيموا العدل بين الأسر وحافظوا على الأمانة ولا تبخسوا الناس أشياءهم فلا تعلم متى ترحل من هذه الدنيا، ومعظم النار من مستصغر الشرر.