نفتقدها كثيراً، نجدها وقت السلم، وقد لا تكون وقت الحدث والأزمة. إنها (إدارة الأزمات) التي نفتقدها عند صرخات الحدث وتغيب عن أي دور فعال في موقف الخوف والرهبة، فأين اختفى حضورك وتجهيزك وقت السلم؟! لقد ذكر جيري سيكيتش هذا الأمر في كتابه (كافة المخاطر) حين كتب: “لا تختبر أي إدارة اختباراً جيداً إلاّ في مواقف الأزمات”. وهذا ما نراه عند حدوث كل كارثة تحل بنا، وعندما نرى أن ظاهرة الأزمات ترافق الأمم والشعوب في جميع المراحل من النشوء والارتقاء والانحدار، نقف بقراءة متأنية لدور الأزمة بكل أنواعها في تاريخ الشعوب والمجتمعات، ومن خلال هذه القراءة المتأنية نلتمس سطوراً تفكك غموضها وتقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على طرق خاصة واهتمام واضح في التنبؤ الوقائي، والقدرة على التعامل مع الأزمات كانت أشد قوة وتماسكاً بعكس التي انتهجت أسلوباً مغايراً، يتمثل بالتصدي المرتجل وقت الأزمة والسيطرة على الحدث بعشوائية تهدف إلى أن تقضي على الأزمة في وقتها، دون دراسة مستعجلة وقرارات صارمة. فهل يمكن للإدارة التي نفتقدها إذا وجدت أن تحل الأزمة في سبع دقائق كما حدث في كوريا وفنها في إدارة الأزمة التي حدثت، التي لم تخسر فيها أرواحاً، وإنما حدثت إساءة من أحد ضيوف برنامج مواهب، وقد قام بالتمثيل وهو يرتدي زياً سعودياً ويمسك بندقية وجهها إلى المذيع ليهاجمه ممثلاً أنه رجل مسلم حاول قتله، عندما حدث ذلك قطع البث وقرر وزير الإعلام الكوري في سبع دقائق الاعتذار بلهجة رسمية وصارمة عما حدث، ويعتذر ثانياً للمملكة لاستخدامه زيهم بشكل غير لائق، وتوقف البرنامج لمدة شهرين. هذا ما حدث في سبع دقائق، فهل نسعى لإحداث إدارة على هذه الشاكلة لحل ما يعترضنا من أزمات؟