الدمام – سحر أبوشاهين مُديرة مدرسة: أمهات الطالبات توافدن إلى المدرسة نتيجة قلق بناتهن رئيسة قسم الرياضيات: ماحدث ناتج عن تجاهل المُعلمات للتوجيهات الحماد: لا تراجع أو تأجيل للتعميم ومحاسبة شديدة لغير الملتزمين تعميم منع استخدام الآلة الحاسبة في الاختبارات (الشرق) أدّى التعميم الصادر من وزارة التربية والتعليم بمنع استخدام طلبة الصف الأول والثاني المتوسط الآلة الحاسبة في اختبار نهائي الرياضيات، إلى خلق حالة من الهلع والخوف لدى الطالبات من الرسوب في المادة، ووجدن أن موعد طرح التعميم لم يكن مناسباً، خاصة وأن نهائي اختبار الرياضيات سيبدأ بعد أسبوعين تقريباً، وأوضحن أنهن تعودن على استخدام الآلة من أول العام، حتى في أبسط العمليات الحسابية من ضرب وقسمة، غير أن هناك دروساً في المنهج تُلزم الطالبة على استخدام الآلة الحاسبة، وحملها ضمن الأدوات المدرسية اليومية. ذُعر وخوف وأكدت الطالبة فاطمة رضي عبدالله أحمد، من المتوسطة الثامنة بالقطيف، أنها وزميلاتها في الفصل أُصبن بذعر وخوف من الرسوب وانخفاض المستوى، بعد تعميم منع استخدام الحاسبة، حيث كان الأمر مفاجئاً، تقول» لم تدرِّبنا مُعلمات الرياضيات على حل المسائل دون استخدام الآلة، فمثلاً لا نعرف كيف نضرب الكسور ذهنياً، الأمر الذي سيرهقنا فكرياً خلال المذاكرة للاختبار». فيما تقول زميلتها زينب آل سليمان»هناك دروس تجبرنا على استخدام الآلة الحاسبة، وقد حذرتنا معلمة الرياضيات من استخدام الآلة في غير تلك الدروس المحددة، ولكن غالبية الطالبات تجاهلن ذلك، واعتدن استخدامها حتى نسين كيفية إجراء القسمة البسيطة وجداول الضرب». وأكدت الطالبة في الصف الأول متوسط حوراء علي أحمد أن حالة من الهلع انتابت الطالبات بعد إبلاغ المدرسة لهن بمنع الآلة، لدرجة أنهن أخذن بالبكاء، خوفاً من الرسوب». فيما أشارت الطالبة في الصف الثاني المتوسط حوراء أبو جعيد إلى أن الطالبات اعتدن على استخدام الآلة الحاسبة، وطالبة أو اثنتان من المتفوقات لا يستخدمنها، وتقول» المهلة الزمنية بين صدور التعميم والاختبار غير كافية حتى أعتاد وزميلاتي على مهارات حل المسائل دون اللجوء للآلة الحاسبة، الأمر الذي يسبب لي قلقاً كبيراً». أداة مطلوبة واطلعت «الشرق» على آراء تربويات في الأمر. تقول مدرِّسة الرياضيات في إحدى المدارس المتوسطة بالقطيف سوسن علي السالم» لم نبلّّغ بمنع استخدام الآلة في الاختبار النهائي إلا قبل أسبوعين، ولكنها كانت مسموحة طوال العام الدراسي، وكذلك في الاختبارات الشهرية واختبارات منتصف العام الدراسي و بعلم من مشرفات المادة، وهي ضمن الأدوات المطلوبة للمنهج المطوَّر كون الأرقام الواردة في المنهج كبيرة وعشرية، فاعتادت الطالبات على استخدام الحاسبة في أبسط العمليات الحسابية، ما أفقدهن المهارة الذهنية لحلها، مؤكدة أن هذا سيؤثر سلباً على نتائج الاختبار النهائي، وسيرفع الرسوب بين الطلبة. تعميم إلحاقي مُنقذ فيما اقترحت مديرة المتوسطة ال 32 بالدمام فايزة المهنا على الوزارة أن تضع «تعميماً إلحاقياً» لإنقاذ الوضع، يُلزم المُعلمين بإدراج أرقام صغيرة وغيرعشرية في الاختبار النهائي، مبينة أن الطلبة معرضون للرسوب ولانخفاض مستوى الأداء إن بقي الوضع كما هو، وأضافت» أعتقد أن 50% من مدرسي مادة الرياضيات، لن يتعاونوا بتسهيل الأمر على الطلبة، ما يعني حتمية انخفاض مستوى الأداء للطلبة، و ربما تزايد الرسوب في المادة، مستدركة» من غير المعقول أن «أجمِّد مخَّ» الطالب طوال العام بالسماح له باستخدام غير مشروط للآلة و أمنعهم قبل الاختبار بأسبوعين». حرفية المُعلمات وأكدت مديرة المدرسة المتوسطة الثامنة بالدمام دلال المزيني، خطأ توقيت التعميم مع دخول الاختبارات، مشيرة إلى أنه يمكن تجاوز الأمر بحرفية المُعلمة في التعامل مع الطالبات خلال فترة قصيرة، من خلال تعويدهن على استخدام عقولهن في حل المسائل الرياضية ذات الأرقام الكبيرة. فيما ذكرت مديرة المتوسطة الثالثة بالقطيف ابتسام بوبشيت، أن أمهات الطالبات توافدن على المدرسة نتيجة القلق النفسي لبناتهن» مضيفة» طمأنتهن بأننا سنسهل الأرقام في الاختبار لتتمكن الطالبات من حل المسائل ذهنياً». نتيجة تجاهل من جهتها، ترى رئيسة قسم الرياضيات في مكتب التربية والتعليم بالقطيف إيمان الدوسري، أن مايحدث حالياً من قلق للطالبات، ناتج عن تجاهل عدد كبير من مُعلمات الرياضيات لتوجيهات مشرفات المادة بتقنين استخدام الآلة للحد الأدنى، فالطالبة تحل المسائل السهلة التي لا تحتاج لاستخدام الآلة بعلم المعلمة، منتقدة تأخر التعميم حتى الآن!، مشيرة إلى أنها لاتستطيع إجبار المُعلمات على وضع أرقام بسيطة للاختبار». لا نية للتراجع وأكد متحدث فرع وزارة التربية والتعليم في الشرقية خالد الحماد، أن لا نية للتراجع عن التعميم أو تأجيله، منوهاً إلى أن المدارس التي ستتخلف عن التعميم وتسمح لطلبة الصف الأول والثاني المتوسط، بإدخال الآلة الحاسبة لقاعة الاختبار ستحاسب وبشدة. وأضاف «يُسمح لطلاب الصف الثالث متوسط والثانوي فقط باستخدام الآلة البسيطة، التي لا يمكن التخزين عليها، وأرى أن الطلاب قادرون على حل المسائل ذهنياً، ولن ترتفع معدلات الرسوب، حيث إن التعميم مدروس من قبل خبراء و يحقق مصلحة الطلاب».