وبهذه المناسبة إلتقت “المدينة” عددا من العاملين في حقل التربية والتعليم عامة وفي الإشراف التربوي خاصة، وطرحت عليهم عدة أسئلة تدور في مجملها حول مدى فعالية هذه اللقاءات ؟، وما مدى نجاحها على مدى السنوات الماضية في ردم الفجوة بين مسؤولي الإشراف التربوي في الوزارة والقائمين على العمل في الميدان ؟ وما مدى إسهامها في تطوير قدرات القيادات الإشرافية ومواكبة المستجدات التقنية والمعرفية واستثمارها في العمل الإشرافي ؟ واكد المشرفون التربويون على اهمية هذا اللقاء والاثار الايجابية التي من المتوقع ان تنعكس على الميدان التربوي من خلال مخرجاته وتوصياته، وطالبوا عبر “المدينة” بتطوير اليات الاشراف التربوي والعمل على مواكبة أساليبه واجراءاته لمتطلبات المرحلة الحالية التي تتسم بالسرعة والمعلوماتية، ولفتوا الى اهمية مشاركة الميدان التربوي في اتخاذ القرارات التي من شأنها تطوير وتحسين بيئة العمل الاشرافي الذي ستنعكس تلقائيا على الميدان. مواكبة مرحلة التغيير مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبد الله بن أحمد الثقفي أكد أن هذا اللقاء يعد بمثابة نقطة انطلاق للارتقاء بالعمل الاشرافي وتفعيل دوره الميداني بما يكفل مواكبته لمقتضيات مرحلة التغيير بوزارة التربية والتعليم، متمنيا أن تسهم مشاركة الجميع ونقاشاتهم في تحقيق الأهداف التي رسمت لأوراق وورش العمل لتطوير الآليات الاشرافية ميدانيا. 3 سيناريوهات لإصلاح النظام التعليمي الدكتور سعود السلمي مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بشمال جدة قال: اي عملية اصلاح مجتمعية تبدأ بإصلاح النظام التعليمي، لان التربية في الاساس تسعى الى تكوين الاتجاهات وتنمية المهارات وكسب الخبرات مع التزود بالمعارف والمعلومات، ويتسم عالم اليوم بالتغيرات السريعة والمتلاحقة مما يجعل من الضروري مسايرته والا سنغرد خارج السرب ونصبح خارج المنافسة، ولهذا لابد لنا كخبراء في مجال التربية والتعليم ان نسهم في هذا الاصلاح المنشود من خلال فكر متميز يرسم خطط استشرافية نصنع من خلالها احداث المستقبل ونكون قادة لصناعة هذا المستقبل، لا ان نتنبأ به فقط، والاشراف التربوي هو اداة التغيير بل هو منهج العمل لهذا التغيير ولذا سأقوم بصياغة ثلاثة سيناريوهات محتملة ومنبثقة من واقع الميدان التربوي باعتبارها اداة للتطوير ومنهج للعمل على النحو التالي: - السيناريو الاول المتشائم ويفترض استمرار الاوضاع على ماهي عليه واعتبار مايطرأ من تحسينات هي حلول مؤقتة لاتجدي نفعا ولاتحقق انجاز وانما قد تزداد الامور سوءً بسبب ان ممارسات المشرف التربوي هي في غالبها غير مخطط لها وانما هي ردود افعال لاحداث واستجابة لتصورات قد تكون من خارج النظام التعليمي برمته,اضافة الى التكاليف والاعباء التي يقوم بها المشرف التربوي والبعيدة عن الجوانب الفنية في العمل الاشرافي الذي يعتبر ركيزة التطوير الاولى. - السيناريو الثاني سيناريو الانتعاش ويفترض تحول الممارسات الاشرافية من ردود افعال واعمال تقليدية الى فكر منظم وممارسات ابداعية تنقل العمل الاشرافي من جهود فردية مبعثرة الى عمل مؤسسي يفعل دور الاسر واللجان التطويريه وفرق العمل وهنا لن يمارس الاشراف التربوي الا من يمتلك هذا الفكر وسيكون في هذا السيناريو البقاء للمبدع مما يوجد نوعا من التنافسية المطلوبة بالاضافه الى ان هذا السيناريو يفترض اعادة هندسة النظام الاشرافي للدخول به ومن خلاله الى عصر المعرفة. - السيناريو الثالث سيناريو التكامل ويفترض ان الاشراف التربوي جزء من النظام التعليمي وان نجاح الاشراف التربوي في تحقيق اهدافه التي يسعى اليها مرهون بأن تقوم اجزاء النظام الاخرى بالعمل على تحقيق هذه الاهداف مما يترتب عليه اعادة رسم خريطة النظام التربوي بشكل يؤدي الى جعل التعليم مستمراً وهنا ينتقل الاشراف من كونه اداة للتغيير الى كونه سبيل لصناعة المستقبل وهذا السيناريو يحتاج الى جهود جبارة من متخذي القرار لرسم السياسات المحققة له وهنا تظهر تكاملية الاداء. ردم الفجوة اولا ويرى مشرف مادة التربية الفنية بمكتب التربية والتعليم بشرق جدة عبد الله منير القثامي أن الإشراف التربوي في الاونة الاخيرة يمر بمتغيرات سريعة وحثيثة نحو تطلع يرمي إلى مواكبة المستجدات التقنية والمعرفية واستثمارها في العمل الإشرافي بتنظيم وتكامل جيد يحمل في طياته الرقي نحو الإبداع والتميز ومع بداية العمل نتأمل في الواقع التربوي التطوير الدائم بما يلائم احتياجات الميدان، ولكننا سرعان ما نشعر أن هناك فجوة ما بين الإشراف التربوي وبعض المشرفين التربويين ومجموعة كبيرة من المعلمين، فالإشراف التربوي في سباق محموم مع الزمن في تطلعاته وأفكاره، والآخرين ما زالوا عند المفاهيم السابقة متعاطفين معها إيماناً منهم بدورها الملموس، وهذا يقودنا إلى سؤال تكفينا إجابته علامة استفهام بل يتعدى ذلك إلى التعجب، (هل جهاز الإشراف التربوي يفكر بصوت صامت لا يسمعه الآخرون إلا عند قدح شرارة زند العمل ؟ ومتى نرى فكرة متبناه من الميدان بدءً من الطالب ومرورا بالمعلم وانتهاءً بالمشرف ؟). مواكبة التكنولوجيا ويرى الدكتور حسن بن إبراهيم الجليدي مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بالنسيم ان المشرف التربوي يجب أن يسعى إلى تطوير مهارات المعلم في كافة المجالات التربوية، والاتجاهات المتعلقة بسبر أعماق الطلاب ومعرفة أرقى السبل للوصول إلى عقولهم وقلوبهم، وتوجيههم إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في البحث العلمي والتطوير المهني لمواجهة التغيرات المستقبلية سواء المجتمعية أو التكنولوجية. وأضاف انَّ مواجهة مثل هذه التغيرات المستقبلية تحتاج إلى مشرف تربوي قادر على إحداث تغييرات في طريقة التفكير وطريقة النظر إلى الأمور وإلى نقلة نوعية في البنى الفكرية ؛ لمواجهة كل ما يترتب عن التطور العلمي والتقني بالتعامل الفعَّال مع هذه التطورات بما يحفظ على الأمة ثوابتها العقدية وينطلق بها نحو التطور والتقدم والتنمية ؛ليمكن الانطلاق بالتعليم إلى حيث تحقيق غايات الوطن وطموحاته المستقبلية ولجعل التربية أكثر جدوى وأشد فاعلية في هذا المجال. ثقافة التغيير ويقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة خليص فهد مسعود الصعيدي : يعد الإشراف التربوي كعملية إنسانية شورية من أهم ركائز العمل التربوي، فهو حلقة الوصل بين جميع مستويات قيادة العمل التربوي بدءا من القيادة العليا وانتهاء بقيادة المدرسة ويقع على عاتقه تحويل النظريات التربوية والرؤى التطويرية في ظل الانفجار المعرفي إلى واقع ملموس من خلال خطط عملية إجرائية منهجيه،وانطلاقا من الأدوار المتعددة للإشراف التربوي كان الاهتمام والعناية والدعم من الوزارة لهذا القطاع الإشرافي والتأكيد على قيامه بالدور التطويري والتشخيصي والعلاجي وفي هذا الملتقى نظرة ثاقبة بإضافة الدور التكاملي مع القطاعات الإشرافية بالوزارة.