أدان رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميادريت، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوداني عمر البشير، هجوم متمردي الجبهة الثورية على مدينة أم روابة وعدة مناطق في ولاية شمال كردفان، مؤكداً رفض بلاده استهداف المدنيين. وقال ميارديت، خلال مهاتفته للبشير مساء أمس الأول الثلاثاء، إن الاعتداء على المواطنين في أم روابة واتخاذ العنف وسيلة لحل الخلاف غير مجدٍ، مشدداً على ضرورة حل القضايا عبر الحوار والجلوس إلى مائدة التفاوض. وعلى صعيدٍ ذي صلة، طالب مندوب السودان لدى الأممالمتحدة، السفير دفع الله الحاج، مجلس الأمن الدولي ب «اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة قيادات ما يسمى بالجبهة الثورية الذين يعيقون تحقيق السلام ويدمرون المرافق الحيوية والتنموية ويستهدفون المدنيين والأبرياء العُزّل»، وذلك عبر تسليمه رئيس مجلس الأمن رسالة تضمنت هذه المضامين. وأكد المندوب الدائم أن القوات المهاجمة كانت تضم المجموعات الدارفورية الرافضة للسلام، بالإضافة إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال). وأشار إلى أنه نتيجة لتمدد عملية السلام في دارفور ولهزيمة الحركات المتمردة المستمر أصبح نشاطها محدوداً وانحصر في عمليات النهب والسلب، وتابع أن هذه الحركات الدارفورية المسلحة أصبحت الآن تهاجم مناطق في ولايات أخرى غير دارفور. إلى ذلك، رفضت الخرطوم التدخل المباشر للمنظمات الأجنبية في العمل الإنساني الخاص بالمتأثرين بالأحداث الأخيرة في ولاية شمال كردفان، في وقت استقبلت منطقة الرهد في الولاية 10 آلاف من المتأثرين من مناطق أبوكرشولا أغلبهم من النساء والأطفال. وأوضح مفوض العون الإنساني في الولاية، الدكتور حافظ الحاج، أن الآلية الإنسانية المشتركة مع ولاية جنوب كردفان تعمل الآن على استقبال القادمين من مناطق التمرد. وأكد في تصريحاتٍ أمس أن المفوضية القومية قدمت كميات من المعونات الغذائية والإيوائية، وأن هناك تنسيقاً مع الهلال الأحمر لعمليات الحصر والعمل على توزيع المساعدات من قبل المنظمات الوطنية العاملة. في سياق آخر، أبدى الرئيس السوداني استعداده للتقاعد من الجيش، مطالباً بالاهتمام بقضايا معاشي القوات المسلحة والسعي إلى حلحلتها. وقال، في تصريحاتٍ أمس، إن قضايا معاشي القوات المسلحة من أهم القضايا التى تشغل الناس، مشيراً إلى أن الخدمة في القوات المسلحة خدمة مؤقتة وإلى أن أغلب منسوبيها يُحالُون إلى التقاعد وهم في سن الشباب. وكان البشير، الذي تنتهي ولايته في العام 2015، أبدى عدم رغبته في الترشح لدورة رئاسية جديدة، وثارت حرب تكهنات وترشيحات لخليفته من بين قيادات حزبه مما حدا بالمؤتمر الوطني الحاكم إلى إصدار تعليمات مشددة لمنسوبيه بعدم الخوض في هذا الحديث باعتباره سابقاً لأوانه.