يكاد علم النفس يتصل بكل مجالات العلوم بشكل مباشر أو غير مباشر, كأن يكون أحد المكونات الرئيسية لها مثل العلوم التربوية, وعلم الإدارة والموارد البشرية أو مجالاً من مجالاتها مثل الصحة والطب النفسي والعلوم العسكرية والسياسية. وتبدو أهمية علم النفس في اهتمامه بالإنسان وقدراته العقلية ومشاعره وبالعمليات النفسية التي تتصل بقدر كبير بموضوع الإنتاجية البشرية في كل المجالات, ومع الثورة الصناعية ازداد الاهتمام بعلم النفس لرفع مستوى الإنتاجية لدى الإنسان العامل المنتج وذلك بالانتقاء من الناس الأكثر كفاءة إلى معالجة القصور وتحسين القدرات, مروراً بمعالجة العلل والأمراض التي تصيب الإنسان وتقلل كفاءته وإنتاجيته. ومع تطور العلوم وتقدم وسائل المنافسة تطور علم النفس ولم يعد يقتصر على دراسة الأمراض النفسية وأصبح له أهمية في حياتنا اليومية. والسعادة على اختلاف مفهومها مطلب منشود لدى الناس, وأحد أهداف علم النفس الإيجابي, وتعني السعادة أحياناً الخلو من المرض وفي أخرى تجنب الألم, لكن الطبيب البرازيلي «فلفيو غيكوفات» يرى أن المرء يعد نفسه سعيداً عندما يجمع بين ثلاث حالات: أولاً: أن يكون قادراً على القبول والتخطي بأسرع وقت ممكن لحالتي الألم والإحباط الحتميين والمألوفين في حياتنا اليومية. ثانياً: تسوية الأوضاع النفسية والخلل المادي داخل الجسم من أجل البقاء بعيداً عن التوتر الجسدي والعاطفي، أي أن تتعلم العيش بسلام والتصالح مع الذات. ثالثاً: يرى بتدبر الحياة بطريقة تكثر فيها لحظات الفرح العادية والمرتبطة بالقدرات الذهنية مثل الاستمتاع بمباهج الفنون والمعرفة والتعلم والأحاديث الحميمية بين الأصدقاء الجديرين بالثقة. ويلاحظ الآن كثرة تداول الرسائل الإيجابية والرسائل التحفيزية والمشجعة عبر وسائل التواصل والتي تركز على التفاؤل والبعد عن التشاؤم وتعزيز مفاهيم إيجابية للحياة والسعادة وتطوير أساليب التعامل مع الناس والمواقف والضغوط وتنمية القدرات الذاتية. وعلى الرغم من أن كثرة هذه الرسائل تعطي مؤشراً على تزايد مستوى الضغوط التي تحيط بنا في حياة مليئة بالمصاعب إلا أنها تعبر أيضاً عن أهمية الرسائل النفسية الإيجابية وأهمية علم النفس الإيجابي. ومن الرسائل الإيجابية التي يمدنا بها «غيكوفات»: تخلص من الإحباط والانزعاج فوراً – اعرف المعنى الحقيقي للعيش بهناء – استمتع باللحظات السعيدة إلى أقصى الدرجات – اعتن بحالتك الجسدية والذهنية – عامل الناس بلطف – انظر للحياة كفيلم وليس صورة – اسع وراء الحس وليس الجمال – احذر من الغرور – ابحث عن روعة الثقة إضافة إلى الحب – عزز الفضول الذهني – احذر من التفكير المكتسب الجاهز – تعلم باستمتاع ولا تخجل من تغيير رأيك – تعلم من الأساتذة الكبار ومن الحياة – ركز طاقتك على ما يخصك – طالب نفسك ببذل الجهد لا بإحراز النتائج – فرق بين تقدير الذات والغرور – لا تقارن نفسك بالآخرين ولست مضطراً أن تشبه الجميع – احذر من الشعور بالذنب والغيرة – لا تكن كريماً ولا بخيلاً بل عادلاً – عزز ذكاءك العاطفي – تقبل صفاتك الجسمية – اكتب قصتك بنفسك وعش وفقاً لقناعاتك – تنافس مع نفسك وليس مع الآخرين، وأوجد نظرة دينية للحياة، وأخيراً يقول «العقل الخامل مسرح للشياطين»!