علي عايض عسيري في ظل تطور وسائل تقنية اليوم وتعددها وأهدافها الرامية والهادفة إلى نقل الحقيقة وغير الحقيقة لذهن المتلقي دون تمييز وبلا فلترة تؤكد مهنيتها ومصداقيتها وسمو رسالتها؛ حيث تسيدت القنوات الفضائية تلك التقنية فصارت حاضرة وبقوة في كل بيت أصبحت قريبة كل القرب للعقول والأذهان تنتقد وتحلل وتحفز وتشجع وتستعرض وتتطرق وتحرض وتشحذ همم العصيان والخروج عن مألوف الحياة وواقعيتها وتنشد إثارة الفتنة والفرقة بين نسيج المجتمع الواحد. يتظاهر من يديرها ويدير دفتها بحرصه الشديد على دين الأمة ومستقبل الإصلاح وطموح التغيير يسب ويقذع ويتهكم ويسخر ويكفر ويخرج علماء الدين من الملة ويصفهم بعباد الدرهم والدينار وحكام الوالي والحاكم. كما يستشهد بالشواهد المحرفة ويستعين بالاتصالات المفبركة ليظهر للمشاهد العادي نبل صفاته وصدق توجهه وأطماعه التي قد تؤثر في عقول بعض شباب مجتمعنا فتحدث نكسة مدوية لدى بعض شبابنا المندفع. قنوات مغرضة يسهر عليها القائمون ليل نهار من أجل التشكيك في مقاصد وأهداف حكومة بلادنا وولي أمرها، تبث سمومها بكل إصرار وعزيمة على أقمارنا العربية تعيد وتكرر وتستعرض وتحرف وتتوعد وتتظاهر بسلامة توجهاتها من أجل إصلاح الواقع وتعد كذلك بإصلاح المستقبل دون قيد أو شرط؟ وقنوات تواصل أخرى أكثر ضررا وتأثيرا وفتكاً على واقع الحياة، منها ما هو يظهر على شكل خدمة مجانية للتواصل الاجتماعي وفتح آفاق واسعة من الصداقة الذكورية والأنثوية فتغسل أدمغة الشباب بسرعة مذهلة ما بين عشية وضحاها وتغير تربيتهم وانتماءهم الوطني والديني وكذلك الشرعي والأسري ليصبحوا في يوم من الأيام منظرين ومكفرين وأعداء محتملين من بين أضلاع المجتمع الواحد. حصنوا شبابنا من قنوات التواصل والبهرجة، عبر تكثيف برامج المواطنة والبرامج المضادة حتى لو كلف ذلك افتتاح قنوات جديدة تهتم بمسايرة تلك القنوات الهادمة لتوضيح حقيقتها لشباب مجتمعنا وتحصينهم من الرضوخ تحت مطالب من يديرها ويدير شرورها وخطرها، العاقل والفطن والواعي المدرك هو وحده من يستطيع كشف حقيقة تلك القنوات وزيفها وخطرها، وهو من يتجنب متابعتها ومتابعة برامجها المكررة لكن قد تجد طريقها وبكل سهولة لعقول وأفكار الشباب المندفعين غير المنفتحين فتتحقق مأرب أولئك الأعداء، وتكون وبال شر وفتنة تسهم في تفكك عرى المجتمع وتخلخل وحدته وتزرع الفتنة والبغضاء بين أفراده وحكومته وتغير نعمة الأمن والأمان لويلات الفتنة والفرقة والاقتتال والتناحر من أجل تنفيذ تلك المخططات الخارجية وبكافة أجندتها الماكرة المحرفة والهادمة التي تهدم ولا تبني ولا يمكن أن تحقق أبداً معاني الحياة الكريمة.