ليس ثمة مسؤول في هذا العالم يرى بلده أمام أعتاب حرب طائفية ويعترف أن الجميع فيها هم خاسرون ويستمر في تغذية نارها. إنه نوري المالكي الذي يقول إن الحرب الطائفية مقبلة وسوف يخسر فيها الجميع، وفي نفس الوقت يستمر في سياسته الطائفية ويرفض نصائح الجميع بمن فيهم أبناء طائفته. غريب بالفعل، السنة ضده ومعظم الشيعة وكل الأكراد، هؤلاء هم مكونات العراق الأساسية وهو بدوره مصر على تنفيذ تعليمات طهران والولي الفقيه. حين يفعل حسن نصر الله ذلك نفهم أنه بعد نجاح الثورة السورية سينتهي من الوجود ونفهم أن مصدره المالي الوحيد هو نظام الملالي في طهران. وحين يفعل بشار الأسد ذلك نفهم أنه أمام ثورة ستصل إلى قصره وتحفر قبر أبيه وتنتقم للماضي و الحاضر. وهو بحاجة للسلاح الطائفي الذي تقدمه إيران في عالمنا العربي كملاذ أخير وبحاجة للعلاقات الإيرانية مع الغرب وبصورة غير مباشرة مع إسرائيل. وبحاجة لدعمها المالي والعسكري. أما المالكي فهو يحكم بلداً غنياً بالمال والرجال ولا يحتاج لإيران بقدر ما تحتاج له هي في حروبها من سورية إلى لبنان وفي عروضها الانتهازية في الأردن ومصر. إذن لماذا ينفذ أوامر الولي الفقيه العمياء؟ ولماذا يرى النار تشتعل في بلاده ويمتنع عن إطفائها ؟ لماذا تلقي الوجوه المنفوخة العوجاء بثقلها على أبصار الناس وتتشدق بالديموقراطية ؟