كشفت مصادر أردنية عن مبادرة سيقدمها العاهل الأردني للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال لقائه به في البيت الأبيض غداً، للخروج من عقدة الأزمة السورية، مضمونها حل سياسي وعدم السماح بدخول أي جندي غربي عبر الأراضي الأردنية لسوريا. وقالت المصادر من واشنطن حيث يعقد الملك لقاءات مع فعاليات سياسية وقوى ضاغطة ومؤثرة، إن المبادرة الأردنية تأتي ثمرة جهود قام بها الملك خلال الشهر الماضي سواء جولاته على موسكو أو تركيا أو عبر مبعوثين أردنيين إلى الدول العربية الفاعلة، بالتشاور مع المعارضة السورية. الأردن وبحسب ما رشح من معلومات أكد الأنباء عن تدريبه لعدد محدود من قوات الجيش السوري الحر، لكنه نفى أن يكون العدد وفق ما أعلنت عنه السلطات السورية والتي يقدر بالآلاف. الأردن يسعى من خلال المبادرة التي سيتقدم بها الملك للإدارة الأمريكية لحل العقدة السورية عبر الحل السياسي واستبعاد الحل العسكري. المبادرة الأردنية تركز على محاولة إقناع الإدارة الأمريكية، بقيادة محور إقليمي ودولي للضغط على النظام السوري، للقبول بعملية انتقالية سلمية للحكم، وإظهار موقف دولي صلب، لا يسمح للرئيس بشار الأسد بالمناورة، إلا قبول الحل السياسي التدريجي لانتقال السلطة. أما الخيار الثاني أو الخطة «ب» بحسب المصدر للمبادرة الأردنية فإنها ترتكز على العمل مع المعارضة السورية وتسليحها لتمكينها من حسم الموقف ميدانياً شريطة عدم دخول أي جندي أجنبي للأراضي السورية، بحيث يسيطر الجيش الحر الذي يسيطر عليه معتدلون وليس من مناصري جبهة النصرة لحسم الموقف. مصدر مقرب من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أبلغ «الشرق» أن الملك يرى أنه يجب إسناد معسكر الاعتدال في المعارضة السورية التي تؤمن بعلمانية الدولة، وأنه يفضل إقصاء التيار المتشدد في المعارضة الذي يؤمن بالحل العسكري متسلحاً بالفكر العقائدي والمدعوم من جماعة الإخوان المسلمين. وفي هذا السياق أبلغ الملك الوفد المرافق له في واشنطن أنه سيتحدث للإدارة الأمريكية بكل صراحة ووضوح أنه ضد «أن تطأ أي قدم أجنبية أو أردنية الأراضي السورية»، في إشارة إلى رفض بلاده التدخل عسكرياً في الأزمة السورية.