أبرزت آخر جلسات الحلقة النقاشية، التي نظمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية تحت عنوان «اللغة العربية والإعلان» على مدى يومين في الرياض، أهمية اللغة العربية وأهمية الحفاظ عليها. وأوضحت الجلسة، التي عقدت أمس بعنوان «الإعلان والمسؤولية الثقافية والاجتماعية»، أن تجلي مشكلة انتشار الألفاظ الأجنبية في لغة الإعلانات التجارية، يعود إلى تخلف الأمة العربية عن ركب الحضارة وميادين الابتكار والتصنيع، وتبعية عديد من أبناء المسلمين للغرب، حيث تجذب الإعلانات التجارية ذات الهوية الأجنبية الزبائن وتظهر بأنهم عصريون. وأدار الجلسة محمد الأسمري، وشارك فيها الدكتور أحمد السالم، للحديث عن الإعلانات التجارية واللغة العربية –التوصيات والقرارات الرسمية. كما شارك فيها الدكتور عيسى برهومة، الذي قدم ورقة بعنوان «التحليل اللغوي للخطاب الإعلاني –دراسة في آليات اشتغاله وأثره»، انتهى فيها إلى أن نسبة كبيرة من الإعلانات تعتمد على اللهجة العامية والألفاظ الأجنبية، وأن كثيرا من النصوص الإعلانية المعتمدة على الفصحى تعتريها أخطاء لغوية. فيما قدم الدكتور محمد خضر عريف ورقة بعنوان «ماذا يريد اللغوي من لغة الإعلان؟» أشار في مقدمتها إلى أن اللغة تعد أقوى الوسائل التواصلية القادرة على التأثير والتحكم في الفكر البشري، متحدثا عن أنواع الإعلانات، وحاجة كل إعلان لما يناسبه من لغة. وأوضح أن رغبة اللغوي من الإعلان تتلخص في تحري السلامة اللغوية والبعد عن السوقية، ومراعاة الذوق العام، والبعد عن العامية وغيرها من بعض المحددات التي تضبط الإعلان بما يتناسب مع اللغة والهوية الوطنية. واختتمت الجلسة بورقة للدكتور محمد البقاعي، تحدث فيها عن الإعلان والمسؤولية الثقافية، وتعرّضت إلى مفهوم مصطلح المسؤولية عند العرب والغرب، وإلى أن المسؤولية الثقافية في الإعلان مرهونة بقدرة المعلن على الموازنة بين القيم الفردية والقيم الجمعية، متناولة مكونات المسؤولية الاجتماعية وكيفية التعاطي معها. وتضمنت الحلقة النقاشية عقد عدد من الجلسات، شارك فيها معنيون ومتخصصون على المستوى الفردي والمؤسسي، من لغويين وإعلاميين ومستثمرين في قطاع الإعلان ومسوقين إعلانيين، ومستهلكين، وعديد من المؤسسات العامة والخاصة.