قام المفسدون جهاراً نهاراً وعلى مرأى من جيل تويتر والفيس والواتساب، وأمام الحقوقيين والمتذمرين وغير الوطنيين وعملاء إيران وتنظيم الإخوان وخفافيش الظلام بالاستيلاء على أرض حكومية خصصت قبل أسبوعين لمستشفى! هكذا وببساطة فعلوها بلا حياء، ولا ذمة، ولا خوف من سلطة، ولا مراعاة لأحد! هذه المشكلة ليست وليدة اليوم؛ بل هناك قصص ترويها الأجيال للأجيال عن السيطرة على أراضٍ حكومية، وأخرى مملوكة لمواطنين، ومن ثم تتويجها بصكوك شرعية تؤكد ملكية المتعدي لها. هناك خلل، ووراء الأكمة ما وراءها، ولكن الحكم على الظاهر فإما أن الوطن ليس ملكاً لجميع أبناء الوطن في نظر هؤلاء، وإما أن هناك جهات حكومية ومسؤولين يسهّلون مهمة هؤلاء. نريد موقفاً واضحاً من منظر الأراضي المحاصرة التي تسد الأفق، وحولت صحارى الوطن الشاسعة إلى محميات خاصة، وقتلت آمال نسبة كبيرة من المواطنين في الحصول على قطعة أرض صغيرة لبناء منزل الأحلام. نريد حلاً.. فهؤلاء جعلوا المواطنين يرددون بألم وحسرة مع الشاعر ناصر القحطاني: تصدق إنا عايشين ونحسد أصحاب القبور.. بيوتهم تمليك وإلا بيوتنا مستأجرة! افعلوا شيئاً لأجل هؤلاء أرجوكم.