منيس القحطاني في طريق الهمم والطموح مازالت لدينا بعض من العقول المريضة والمهلكة للغير والتي تنبعث منهم رائحة الحقد والحسد وأيضاً من المهبطين للهمم والطموح وكأنهم يوزعون تلك الطموحات من جيوبهم بل لربما حسبوا أنها تخصم من أرصدتهم الشخصية. عجباً لهؤلاء الذين مهما علت مراتبهم القيادية إلا أنهم مازالوا يسقطون المواهب والقدرات التي تخدم الوطن بشكل واضح دون أثر بيِّن على وجوههم. كما أرغمت هذه الأمراض المزمنة هؤلاء على ممارسة السلبيات الكثيرة التي ليس لها لفت نظر سوى أسباب واهية كثيرة يختفي وراءها هؤلاء المرتزقة. اسمحوا لي بتسميتهم بهذا الاسم لأن هؤلاء كثروا، وأصبحوا سبباً رئيساً بما أسميه هجرة الكوادر سواء في القطاع الخاص أو الحكومي. جعلت تلك القيادات كثيراً من الكفاءات المهنية أو الأكاديمية ترحل بعيداً عن مكانها الطبيعي، الأمر الذي جعل تلك المنشآت (صناعية كانت أو تعليمية) فاشلة فشلاً ذريعاً لأن ما بني على باطل فهو باطل. أسباب كثيرة لا تحصى وراء قتل المواهب الطموحة، ومنها فشل أي مشروع تبنَّى أناسا غير أكفاء، فأصبحوا عالة على هذا المشروع وأسهموا بشكل مباشر في فشله كما فشلوا في خدمة دينهم ووطنهم. هنا تكمن المحسوبية التي تدهش كثيراً بوقاحتها المعتادة وتضع قيادات غير مؤهلة تبطئ سير العمل، وتقدم مقترحات ليس لها علاقة بالواقع. إذا تخلصنا من هؤلاء، سنسير في طريق النجاح الذي يشوبه كثير من العقبات والعوائق التي تجعل منه صعباً في بدايته، لكنه يؤدي إلى النجاح والوصول إلى القمة. وغياب العقوبات الصارمة على كل من يساهم في تطفيش العقول الموهوبة، جعل أمثالهم يتمادون في تجاهل الأنظمة الإدارية الناجحة. نحن بحاجة لنظام إداري واضح يساهم في إزالة المحسوبيات من مواقع العمل، ومعاقبة كل من يسيء استخدام السلطة في تطفيش العقول الناجحة، «مَنْ أمِنَ العقوبة أساء الأدب».