أثرت جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها السادسة المحتوى العربي، بتشجيع الباحثين والمترجمين والمتخصصين في نقل المعارف والعلوم المتميزة من كل لغات العالم إلى المحتوى العربي بشكل محترف. وحصل المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، التابع لجامعة الدول العربية، وثمانية من المترجمين من مختلف دول العالم، على جوائز الدورة السادسة في جميع الفروع المتاحة، التي أعلن عن نتائجها السبت الماضي في الرياض. و في مجال جهود المؤسسات والهيئات فاز بالجائزة ، المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، الذي أُنشئ في عام 1990م بدمشق، وتميز بترجمته للمؤلفات الأجنبية الموسوعية والمرجعية سعياً منه لتعريب التعليم العالي والجامعي، مما كان له أثرٌ واضحٌ في إثراء المكتبة العربية بأعمالٍ مترجمةٍ ذاتِ قيمةٍ علميةٍ، تجاوز عددُها 130 عملا، شملت أكثر من 14 مجالاً معرفياً، كما أقامَ ثمان ندواتٍ في عدة دول عربيةٍ. كما أصدر المركز العديد من النشرات والكتيباتِ المترجمة بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ويتولى ترجمة النشرة الشهرية لمنظمة الصحة العالمية وبالتزامن مع نصها الأصل باللغة الإنجليزية، كما أصدر المركز 42 عدداً من مجلته العلمية “التعريب”، وهي مجلة علمية نصف سنوية محكمة، صدر منها حتى يونيو 2012م 42 عدداً أسهم فيها عدد من الباحثين من الدول العربية والإسلامية، وهي معنية بتحقيق أهداف المركز في مجال تعريب التعليم العالي في الوطن العربي وتطويره ومتابعة الجديد مما ينشر في ميادين المعرفة في العالم. وصدر عن المركز، أكثر من 130 عملاً مترجماً في معظم حقول المعرفة، من بينها: هندسة الفيزياء النووية، هندسة المفاعلات النووية، الإشعاع النووي والوقاية من الإشعاع والتلوث، دليل التنمية المائية في الوطن العربي، الاتصالات بالألياف البصرية، الجيوفيزياء التطبيقية، مناهج العلوم الاجتماعية، نظم التصوير الطبي، طب الأمراض المعدية والتغذوية، الأشكال الصيدلانية الجُرعية ونظم إيتاء الدواء، التطبيب والرعاية الصحية من بعد، الأمراض حيوانية المصدر، طب العيون العام، تنظيم الحاسوب وبناياته، الكيمياء الفيزيائية الكيمياء التحليلية، علم البيولوجيا، الكيمياء الحيوية المصورة، الفيزياء المتقدمة، كيمياء تحليل الأغذية، تكوين معلمين مهنيين: الإستراتيجيات والكفايات، إعداد التلاميذ للقرن الحادي والعشرين، تطوير نظم الجودة في التربية، صعوبة القراءة: منظور لغوي تطوري، التصميم المنظم للتعليم، وإدارة نظم التعلم عن بعد. وفاز بالجائزة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية مناصفة كل من: الأول: كتاب “كيف تعمل الأشياء: فيزياء الحياة اليومية”، ترجمة الدكتورة ريم محمد عابد أبو رأس الطويرقي، وكتاب “كيف تعمل الأشياء: فيزياء الحياة اليومية” من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه لويس بلومفيلد، ويتناول الكتابُ موضوعاتٍ فيزيائيةً بطريقةٍ جديدة ومحفزة على الإبداع، لتسد الفجوة بين الفيزياء كعلم والأثر الذي يُحدثه في العالم الذي نعيشه والتطور التقني الذي نشهده. ويعد العمل مرجعاً علمياً للطلبة والمعلمين وكتاباً تعليمياً لغير المختصين، وترجمته إلى اللغة العربية يساعد في تفعيل الاهتمام بالعلوم والتقنية في العالم العربي عند كل مكونات المجتمع، وقد جاءت الترجمة واضحة وسلسة في أسلوبها، وسليمة في تراكيبها، ومحافظة على مضمون العمل الأصل. والفائزة ريم الطويرقي سعودية الجنسية ولدت في 1390ه وتحمل درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ويلز سوانزي في المملكة المتحدة، وترجمت ونشرت عدداً من الأعمال والأبحاث منها: كيف تعمل الأشياء: فيزياء الحياة اليومية، ونشرت 19 بحثاً علمياً في مجلات علمية وعالمية. الثاني: كتاب “بكتيريولوجيا البشر.. نظرة بيئية”، من ترجمة الدكتور عبدالناصر صلاح إبراهيم والدكتور علي عبدالله السلامة من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه مايكل ويلسون، ويقدم الكتاب دراسة وافية عن المجتمعات الميكروبية المستوطنة للبشر، ومدى تأثيرها على نمو وتطور وفيسيولوجيا الإنسان، ويعد الكتاب مرجعاً تخصصياً في موضوعه يندر مثيله باللغة العربية، ولذلك فإن ترجمته تعتبر إضافة متميزة للمكتبة العربية، وخطوة على طريق تعريب العلوم الطبيعية وتوفير مراجع علمية للطالب الجامعي. المترجم الأول: الدكتور عبدالناصر صلاح شبل إبراهيم مصري ولد في 1971م في جمهورية مصر العربية ويحمل دكتوراه الفلسفة في العلوم تخصص ميكروبيولوجي من جامعة روستك في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعمل اعتباراً من 2011 حتى تاريخه أستاذا مشاركا في قسم كيمياء المنتجات الطبيعية والميكروبية، وأستاذا مشاركا في قسم النبات والأحياء الدقيقة – كلية العلوم- جامعة الملك سعود منذ عام 2008 حتى الآن. وترجم الفائز ونشر عدداً من الأعمال والأبحاث منها: “بكتيريولوجيا البشر” (عمل مترجم بالاشتراك)، ونشر عدداً من الأبحاث العلمية في مجلات عالمية، وأشرف على عدد من الرسائل العلمية، وشارك في عدد من المؤتمرات العلمية محلياً وإقليمياً ودولياً، وعضواً في عدد من الجمعيات العلمية. المترجم الثاني: علي عبدالله السلامة، سعودي حاصل على دكتوراه الفلسفة في علم البكتيريا الطبية من جامعة بولمان الحكومية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، عمل أستاذا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو باحث في جامعة قلاسكو ببريطانيا 1983م. ترجم ونشر عدداً من الأعمال والأبحاث منها: “بكتيريولوجيا البشر” (عمل مترجم بالاشتراك)، “التجارب العلمية في البكتيريا الطبية” (شارك بالتأليف)، ونشر 55 بحثاً في مجلات علمية محلية ودولية، وهو عضو الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، وأشرف على عدد من الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه، وشارك في عدد من المؤتمرات العلمية محلياً ودولياً. و فاز بالجائزة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية مناصفة كل من: الأول: كتاب “مقدمة في النقد الشعري المعرفي”، ترجمة الدكتورة سلوى سليمان نقلي من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه بيتر ستوكويل، ويتضمن العمل دراسةَ نظريات حديثة للنقد الشعري وفقاً للنظرية العرفانية، حيث يعد الكتاب منذ تأليفه المرجع الرئيس في تخصصه في كثير من جامعات المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وبالرغم من صعوبة العمل التي تبرز في إشكالية نقل المصطلح وإيجاد المقابل المناسب له في اللغة العربية، إلا أن المترجمة وُفّقت في نقل المعاني والعبارات بشكل دقيق وواضح ومحافظ على روح العمل الأصل وقيمته، كما أن الإضافات والشروحات التي قامت بها المترجمة كانت مميزة وأثرت العمل المترجم. والفائزة سلوى سليمان عبداللطيف نقلي سعودية ولدت في 1375ه في مكةالمكرمة، وهي حاصلة على دكتوراه في دراسات اللغة الإنجليزية من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة وترجمت ونشرت عدداً من الكتب والأبحاث، وحصلت عام 2008م على الجائزة السنوية لمعهد البحوث الأمريكية عن بحثها “المرأة والهندسة المعمارية والتاريخ في المملكة العربية السعودية”، وشاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية بأبحاث متميزة. والفائز الثاني: كتاب “الاقتصاد التطبيقي”، ترجمة رشا سعد زكي من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه توماس سويل، ويناقش الكتاب السياسات الاقتصادية من منظور آثارها قريبة المدى ومن منظور آثارها على المدى البعيد، مستعرضاً تجارب وشواهد اقتصادية من ثقافات مختلفة وفي حقب زمنية متعددة، وأجادت المترجمة في نقل العمل إلى اللغة العربية بأسلوب سلس وتراكيب دقيقة، كما اهتمت بنقل المصطلحات وتوحيدها، وشرح بعض المفاهيم غير المألوفة وتبسيطها، واستطاعت بترجمتها أن تحافظ على مضمون العمل الأصل وفائدته لجميع المهتمين في الشؤون الاقتصادية. والفائزة رشا سعد زكي عبدالغفار مصرية ولدت عام 1982م في جمهورية مصر العربية، حاصلة على بكالوريوس الترجمة في اللغة الإنجليزية، وتعمل أستاذة اللغة الإنجليزية، ومترجمة، وترجمت ونشرت عدداً من الأعمال والأبحاث منها: كتب من فئة الأكثر مبيعاً في مختلف التخصصات، وسيرة حياة توماس جيفرسون، والمراجعة اللغوية للمقالات المعدة للنشر في دور نشر مختلفة. كم فاز بالجائزة في مجال العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، كتاب “الفارابي”، الذي جمع بين رأيي أفلاطون وأرسطو، ترجمة الدكتورة سيسيليا مارتيني إلى اللغة الإيطالية، وتعد هذه الترجمة الأولى من نوعها لهذا العمل الفلسفي والفكري، الذي أسهم مع أمثاله من الأعمال في اشتهار الفكر العربي والإسلامي وارتقائه إلى درجة العالمية، ونجحت المترجمة في نقل العمل بلغة سليمة، وأسلوب واضح، وتراكيب دقيقة، وأفكار مترابطة، حافظت فيها على مضمون العمل الأصل، وأثرتها بإضافات مميزة تنوعت بين التحقيق والتحليل والتعليق والشرح. والفائزة سيسيلا مارتيني إيطالية ولدت في 22/5/1973م، حاصلة على دكتوراه في الفلسفة العربية والإسلامية وفلسفة القرون الوسطى، وترجمت ونشرت عدداً من الأعمال والأبحاث منها: الفارابي، والعديد من الأبحاث والمقالات العلمية والتقارير والمراجعات. وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية. وعن الجائزة في مجال جهود الأفراد فاز بها مناصفة كل من: الأول: الدكتور جواو بابتستا دي ميدييروس فاخنيس الحاصل على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة لشبونة عام 2000م، ويعمل أستاذا للغة العربية في جامعة ريو دي جانيرو، ويعد من أَبرز المؤلفين البرازيليين والباحثين الذين اهتموا في نقل الثقافة والفكر العربي إلى اللغة البرتغالية، حيثُ شارك في وضع القاموس العربي باللغة البرتغالية، وأَعد المناهج لتدريس اللغة العربية، ونشر العديد من الدراسات العلمية عن الثقافة العربية والإسلامية. وأسهم فاخنيس بالتعريف بجزء مهم من الثقافة العربية في الدول الناطقة باللغة البرتغالية، وكان له دور في مد جسور التواصل الحضاري بين الثقافة العربية والثقافة البرتغالية. الثاني: الدكتور لويس ميقيل كانيادا إسباني ولد عام 1964م في مدينة طليطلة بإسبانيا، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الترجمة من جامعة ملقا، وشهادة الليسانس في الدراسات العربية من جامعة غرناطة، وترجم لويس للعديد من أبرز المبدعين العرب من أمثال أبي العلاء المعري، وجبرا إبراهيم جبرا، وبدر شاكر السياب، ومحمد بنيس، ومريد البرغوثي وغيرهم، وله منشورات علمية منها: تعليم اللغة العربية، وترجمة الأدب المعاصر قبل وبعد نجيب محفوظ، ودراسات متعلقة بالتاريخِ وتدريس الترجمة وتحليلها. وكان لجهوده في مجالِ الترجمة والبحث العلميّ أثر في التعريف بالفكر والثقافة العربية للناطقين باللغة الإسبانية، وأَسهمت دراساته وأعماله العلمية في تعزيز التواصل الحضاري ونقل المعرفة بين الثقافات الإنسانية. الرياض | واس