وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما امس تفجير بوسطن بأنه "عمل ارهابي" وأقر بأن السلطات الاميركية لا تعلم حتى الآن ما اذا كان مرتكبو هذا "العمل الدنيء والجبان" اجانب ام اميركيين. وقال اوباما في كلمة مقتضبة القاها في قاعة الصحافة بالبيت الابيض "في كل مرة تستخدم فيها قنابل لاستهداف مدنيين ابرياء يتعلق الامر بعمل ارهابي" ، داعيا مواطنيه الى التيقظ. واضاف الرئيس الاميركي في كلمته الثانية خلال اقل من اربع وعشرين ساعة في هذا الخصوص "لا نعلم بعد من قام بهذا الاعتداء ولماذا. وان كان تم تدبيره وتنفيذه من قبل منظمة ارهابية اجنبية او اميركية، او ان كان عمل فرد". واكد "ليس لدينا بعد اي فكرة عن الدافع وراء ارتكاب هذا الاعتداء" ، بعد ان اطلع على اخر تطورات التحقيق من قبل فريقه الامني. وقال "في الوقت الحاضر كل الباقي ليس سوى تكهنات". الى ذلك تعهد مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) امس بأنه سيواصل تحقيقه "حتى آخر أصقاع الارض" من اجل العثور على مرتكب او مرتكبي اعتداء بوسطن الذي اوقع الاثنين ثلاثة قتلى واكثر من 170 جريحا، 17 منهم في حالة حرجة. وقال عميل اف بي آي ريك ديلورييه في مؤتمر صحافي "ان تحقيقنا لن يتوقف على الارجح في مدينة بوسطن بل سيتوسع. سيكون تحقيقا عالميا. سنذهب حتى اخر اصقاع الارض لكشف الفاعل او الفاعلين المسؤولين عن هذه الجريمة الدنيئة ، وسنفعل كل ما كل ما بوسعنا لاحالتهم الى القضاء". وأضاف "اننا حاليا نستجوب مجموعة متنوعة من الشهود". واوضح ديلورييه ان "اف بي آي" لم تكن تملك أي معلومات عن تهديدات محتملة قبل الماراثون. وقال "ليس لدي أي علم بصدد معلومات عن تهديدات سابقة للماراثون". واكد انه لم يرصد أي خطر آخر في بوسطن غداة التفجير المزدوج على هامش ماراثون المدينة مضيفا ان التحقيقات تتواصل في نقاط مختلفة من المدينة لكن "ليس هناك اي اخطار اخرى معروفة". وحرص حاكم ولاية مساتشوسيتس من جهته على التوضيح ان قنبلتين فقط انفجرتا الاثنين في بوسطن وانه لم يعثر على أي عبوة ناسفة اخرى. واعلن قائد الشرطة اد ديفيس حصيلة جديدة للضحايا فقال "حتى الآن تمت معالجة 176 شخصا في مستشفيات المنطقة ، 17 منهم في حالة حرجة ، اضافة الى ثلاثة قتلى". وبدأ المحققون أمس بالبحث عن الشخص أو المجموعة المسؤولة عن العملية. وقاد مكتب التحقيقات الاتحادي مجموعة من وكالات انفاذ القانون الاتحادية والمحلية وعلى مستوى الولاية. وانفجرت القنبلتان وسط الحشود عند خط النهاية في ماراثون بوسطن وهو مناسبة مدنية سنوية تقام في يوم الوطنية وهي عطلة رسمية في ولاية ماساتشوستس في ثالث يوم اثنين في ابريل احياء لذكرى المعارك الاولى من الحرب الامريكية من أجل الاستقلال. وكانت الشوارع مليئة بعشرات الآلاف لتشجيع العدائين. وقال مسؤول كبير من مسؤولي انفاذ القانون عن التحقيقات إن القنبلتين اللتين استخدمتا البارود كمادة ناسفة كانتا مليئتين بكريات صلبة وشظايا أخرى لزيادة عدد الاصابات. وطلب المسؤول عدم نشر اسمه لحساسية المعلومات. ولم يلق القبض على أحد وقال مسؤول بالبيت الأبيض إنه سيجري التعامل مع الواقعة على أنها عمل إرهابي ولكن لم يتحدد بعد ما إذا كان الهجوم نفذته جهة أجنبية أم محلية. وقال ريتشارد دي لورييه من مكتب التحقيقات الاتحادي في بوسطن "هذا تحقيق جنائي يحتمل أن يكون تحقيقا في عمل ارهابي." وأوضح تسجيل فيديو أن العديد من العدائين كانوا متجهين صوب خط النهاية عندما تصاعدت كرة نار ودخان من خلف المشجعين وصف أعلام الدول التي يشارك منها متسابقون في الماراثون. ووقع الانفجاران بفارق دقائق عن بعضهما البعض بعد مضي نحو أربع ساعات وتسع دقائق على بدء السباق. وبعد الهجوم تأهبت الشرطة في مدن رئيسية في شتى أنحاء الولاياتالمتحدة بينها واشنطن ونيويورك اللتان تعرضتا لهجمات 11 سبتمبر.