عبدالله علي المسيان نفرض أن أحدنا أراد افتتاح مطعم.. فأول شيء يجب اختيار جرسون للمطعم لأن الجرسون أهم عامل في المطعم، وهو الذي يستقبل الزبائن ويقدم لهم الأكل، وهو واجهة المطعم، وهو مقياس النجاح والفشل في المطعم، وتجيء بعد ذلك بقية المناصب!. وهناك شروط معينة لاختيار الجرسون، أهمها حسن استقبال الزبائن، والابتسام في وجوه الزبائن، والكلام الحلو مع الزبائن حتى يستطيع جذب الناس للمطعم!. فصاحب الأخلاق الجميلة هو من يفوز بمنصب الجرسون؛ لأنه قادر على جذب الزبائن، بينما صاحب الأخلاق السيئة فإنه يبعد عن مقابلة الزبائن ويوضع في مكان سحيق في المطعم، ويُعطى مهمة بعيدة ليس لها احتكاك مع الناس، مثل تقطيع البصل وتقشير البطاطس، أو غسل الصحون أو كنس الأرض وهكذا!. كذلك ينطبق الكلام على موظفي الوزارات والدوائر الحكومية، فالمناصب في أي وزارة أو دائرة حكومية على نوعين؛ نوع من المناصب له علاقة بالجمهور، ونوع من المناصب ليس له علاقة بالجمهور، وهو ما يسمى «خلف الكواليس»!. يجب اختيار الموظف الذي يقابل المراجعين بعناية فائقة، والحرص على أن يكون مثل جرسون المطعم في حسن التعامل والابتسام في وجوه المراجعين والسرعة في إنهاء معاملات المراجعين، والكلام الحلو مع المراجعين، فمثل هذا الموظف هو من يوضع لمقابلة الناس. أما الموظف صاحب الأخلاق السيئة فيجب أن يبعد عن مقابلة الناس، وأن يوضع في مكان بعيد ليس له علاقة بالتعامل مع المراجعين، مثل قسم الأرشيف أو الصيانة أو أي قسم آخر!. وأصعب شيء على المواطن السعودي أن تطلب منه مراجعة أي دائرة حكومية، ولو طلبت منه صنع قنبلة نووية أو صاروخ لكان هذا الطلب أهون عليه من مراجعة دائرة حكومية!!. فالموظف الحكومي يأتي متأخراً، ولا يرد السلام إلا بصعوبة، ويتكلم بصوت خفيض وغير مسموع، والوجه عابس ومكشر، وهو بطيء كالسلحفاة في إنجاز معاملات المراجعين، ويستغرق وقتاً طويلاً في إنهاء معاملة واحدة!. وكل ذلك يحصل لأننا لا نهتم بخدمة العملاء، ونضع أسوأ الموظفين في الواجهة، والموظف المنضبط صاحب الأخلاق الحلوة والابتسامة الدائمة نضعه في مكان سحيق وبعيد عن مقابلة الجمهور!.