ذكرت المُحاضِرة في الشؤون الوقائية في إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية ميثاء القحطاني أن الإدارة تسعى إلى تصحيح المفاهيم المترسخة في أذهان البعض عن حقيقة المخدرات، مضيفة أن بعض الأطفال اعتادوا على رفع أصبعين وترديد كلمة «حبتين»، التي يرجع أصل استعمالها إلى المدمنين، ب»محشش وحبتين» كون «الكبتاجون» يبدأ مفعوله من تناول الحبة الثانية، كما أن كثيراً من طالبات المدارس يعتقدن أن»الحشيش «مادة «توسع الصدر». ما يستوجب الوقوف عند هذه الظاهرة كونها مصدر غير مباشر لتحوير المفهوم الحقيقي للحشيش الذي يُدخل المدمن في دوامة الهلاوس السمعية والبصرية، كما أنها المسبب الرئيس في أغلب جرائم القتل والانتحار. وأشارت القحطاني إلى أنه لم يتم رصد أي حالة إدمان في مدارس البنات، منوهة إلى حرص الإدارة على توعية بنات الثانوية بشكل خاص بعد فتح باب الابتعاث للدراسة في الخارج تحسباً للوقوع في فخ الإدمان، مضيفة أن إدمان الفتيات غالباً ما يكون انسياقاً خلف العاطفة بعكس الرجل الذي يدفعه لذلك الفضول أو الصحبة السيئة، مشيرة إلى إن المعارض المُقامة وورش العمل تخطت تماماً مرحلة التوعية بسرد القصص والتخويف وانتهجت طريقة تحليل الفكرة حتى الوصول إلى درجة الإقناع التام، موضحة أن هناك دورات تقيمها المكافحة لتدريب وتأهيل المرشدات في المدارس من خلال إطلاعهن على طريقة التعامل الصحيحة مع الطالبة ذات الميول الإجرامية، وعدم انتهاج أسلوب المحقق لكسر حاجز الرهبة بين الطالبة والمرشدة، فغالباً ما تكون هي كالقشة المنقذة للطالبة، خاصة عند وجودها لدى أسرة ابتليت بالأدمان. وذكرت القحطاني أن هناك خطاً مخصصاً للبلاغات عن الإدمان، وأضافت «تلقينا بلاغات من أطفال ضد ذويهم، فمنهم مَنْ سئم تعرض والدته للضرب، وآخر عانى من الحرمان نتيجة إدمان رب الأسرة». يذكر أن مكافحة الشرقية إحدى المؤسسات المشاركة في التوعية من شبح المخدرات بجانب وزارة الصحة والتربية والتعليم من خلال إقامة دورات ومعارض وورش عمل دورية تستهدف مدارس البنات في المنطقة الشرقية، خاصة التابعة لبعض الأحياء الفقيرة التي تعد بؤراً مُحتضنة للمخدرات. وقد اقتصرت على المدارس الثانوية والمتوسطة، ولم تعمم على الابتدائية خوفاً من نشر ثقافة سلبية بين الصغار في هذه السن.