تقدمت أمس كتائب من الجيش الحر نحو مدينة القامشلي في أقصى شمال شرق سوريا، وأوضحت مصادر في محافظة الحسكة ل«الشرق» أن ذلك يتم لأول مرة، مؤكدة أن كتائب الجيش الحر واللواء 313 منه سيطروا على مواقع استراتيجية قرب مطار القامشلي ومواقع أخرى قرب الفوج 154 وبدأوا بقصف مواقع النظام، وشوهد اشتعال النار في الفوج إثر استهدافه بالهاون وراجمات الصواريخ، في حين قالت تنسيقية شباب الثورة السورية في الحسكة إن الجيش الحر حرر قرية ذبانة حرب في ريف القامشلي الجنوبي بالكامل، وأن الجيش الحر يبعد عن مدينة القامشلي نحو أربعة كيلومترات فقط، فيما أفاد المكتب الإعلامي الغربي لحركة الشباب الأكراد في المدينة أن اشتباكات دارت قرب كتيبة «طرطب» بين الجيشين الحر والنظامي وأن المسافة بينهما أقل من كيلومترين، وأن معظم عناصر الجيش النظامي تراجعوا وفرّوا، وسط محاولات الحر للاستيلاء على الموقع العسكري الأكبر في القامشلي، وأشارت التنسيقية إلى أن قذائف هاون سقطت على منازل المدنيين الأكراد التي تبعد عن المطار نحو نصف كيلومتر، بين الحزام وطريق الحسكة وعلى مدرسة الزهراء للبنات. إلى ذلك، أفاد ناشطون من داخل مدينة القامشلي أن عناصر القناصة التابعين لفرعي أمن الدولة والعسكري انتشروا في محيط المربع الأمني في مدينة القامشلي، في حين استنفر الشبيحة في جميع الفروع الأمنية وشعبة ريف الحزب وفرع الأمن الجنائي والجيش الشعبي والجيش الوطني بعتادهم الكامل وارتدوا الأقنعة ونصبوا الحواجز وبدأوا حملة تدقيق على هويات المارة، مؤكدين سقوط ثلاث قذائف على المدينة من مطار القامشلي على كل من مدرسة الزهراء (الغربي) وملعب هليلية والمنطقة المحيطة به، فيما يستمر القصف المدفعي على ريف القامشلي وقراه، وخاصة تل حميس الذي تعرّض لغارات جوية إضافة للقصف المدفعي. وأضاف الناشطون أن حالات نزوح كبيرة سجلت لعائلات تقيم بالقرب من مطار القامشلي، كما سجل حدوث انشقاقات كبيرة في صفوف قوات النظام قدرت بنحو مائتي عنصر. من جهة أخرى، نفى الناشطون ما تردد عن دخول الجيش الحر إلى المدينة، لكنهم توقعوا أن يبادر لاقتحامها وتحريرها في الأيام القليلة القادمة، خاصة وأنه يهاجم الآن المواقع العسكرية على أطرافها، ومنها مطار القامشلي الملاصق تقريباً للمدينة.