العامّيّ قد تُلفِت انتباهه السرعة المتناهية في إنجاز المباني، منظرُ البنايات التي أوجِدت من عدم في ظرف يسير من الزمن، وكأنها زُرِعت زرعاً، أو رُكِّبت كلعبة الأطفال (الطابوق) في ثوانٍ! الحركة الدؤوبة لا تحتاج إلى فطِنٍ ليُدركها. كلّ هذا مُهِمّ.. لكنه ليس الأهمّ! كانت الجامعة الإسلامية تختصّ بعلوم الشريعة، والآن فتحت المجال أوسع للتخصصات العلمية، من طبّ وهندسة وعلوم وإعلام، فهي من الإسلام أيضاً، ولا أظنّها ستُضعِف الجانب الشرعيّ أبداً، وفي اعتقادي أنّ معنى إسلامية لا يعني أن تكون مختصّة بالعلم الشرعيّ فقط! إذ أنّ العلم بفروعه كافة، والهندسة والطبّ هي من الشّرع أيضاً بل من أولويّاته! وهذا لا يُلغي دور الشريعة وعلوم الدين، فكلٌّ يُكمّل الآخر. ما يهمّنا هو ما يحصل من بناء فكري في الجامعة، وجهود قويّة لنشاطات جبّارة، أظنّ الإعلام لم يُسلّط عليها الضوء كثيراً! هذا في الجانب العلمي، والتعليمي، وفي الجانب الإداري؛ فمِمّا لا يعرفه كثيرون أن رقم جوال معالي مدير الجامعة الشخصي د. محمد العقلا بين يدي غالبية الموظّفين والطلاب ويحفظونه حتّى. كل هذا إلى جانب نشر الفكر الوسطي والاهتمام الكبير بالبحث والكراسي العلمية. لا يمكن لمساحة المقال أن توفّي الجامعة حقها من ذكر الجهود والنشاطات.بقي أن تتوسّع الجامعة أكثر في معرض الكتاب، فقد زرته الأسبوع الماضي، وهو للأمانة فيه كثير مما يهمّ طلبة العلم الشرعي من الجامعة وخارجها، وغيرهم؛ لكن الباحثين عن المعرفة بشتى أنواعها أكثر وأكثر..! أو أن يُخصَّص المعرض لطلبة الجامعة فقط. بارك الله جهود الجامعة والقائمين عليها. هنيئاً للمدينة المنورة بجامعتين، يرأسهما مديران؛ الأوّل هاتفه لا يتوقف عن الرنين ولا يردّ أحداً، والآخر متفاعل في تويتر على مدار الساعة.