مثل دوائر الماء حول الحجر، أحداث صغيرة في السودان تمتد إلى المنطقة، والأسبوع هذا، جهة ما، تصدر قراراً بفصل د. غازي صلاح الدين رئيس الهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني، والقائد الحقيقي للإسلاميين في السودان، قبلها، كانت جهات من داخل الحزب، تنجح في إبعاد غازي عن قيادة التنظيم الإسلامي، ومجموعة ود إبراهيم (العسكريون الإسلاميون المتهمون بانقلاب يناير) تنجح جهة ما، في منعهم الاستفادة من العفو الرئاسي، الذي أصدره الرئيس الأسبوع الماضي، الذي يطلق صراح السجناء السياسيين من كل الأحزاب، وكل أحد يشعر أن شيئاً غريباً يحدث. قبلها، كان الحديث يذهب إلى أنَّ العمل العسكري الجنوبي المدعوم أمريكياً لسنوات طويلة، يفشل في هدم حكومة الوطني، والعمل السياسي الذي يجمع كل الأحزاب ضد المؤتمر الوطني يفشل، وأن الحصار الأمريكي الطويل الذي يبلغ إيقاف تصدير النفط يفشل، وأسلوب جديد الآن يجري ابتكاره وتصميمه ضد المؤتمر الوطني. وزجر الطير السياسي يذهب الآن إلى أن قبول ثلاث حركات متمردة وضع السلاح، أمس الأول، وقبول الجنوب المفاجئ لاتفاقية أديس أبابا، وعودة علي الحاج المفاجئة من بون بعد عشر سنوات من المفاصلة (وعلي الحاج هو الرجل الثاني في حزب الترابي) التحول المفاجئ هذا للأمور، يبحث عن تفسير، والتفسير، يجد أن الرؤوس التي ظلت تهتز أفقياً، رافضةً كل شيء، والتي تهتز الآن رأسياً في قبول جماعي لكل شيء، هي موسيقى لأغنية بكماء. والتفسير يتهمُ الآن مشروعاً ضخماً، يمتد في المنطقة كلها، ليصبح بديلاً للإنقاذ، والمشروع هذا، نتحدث عنه بعد نزع أشواك القنفذ من ظهره.