تحدثنا في المقالات السابقة عن أهمية التمويل بالنسبة للمؤسسات الناشئة، واستعرضنا بعض العوائق التي تحول دون الحصول على المال الكافي لإطلاقها واستمرارها. ولعل البعض يتساءل عن أهمية هذه المؤسسات، خاصة وأن نموذج المؤسسة الناشئة التي نجحت وكبرت نادرٌ في السعودية. ونظراً لغياب البيانات الدقيقة محلياً سنستعرض البيانات الصادرة عن SBA (مؤسسة حكومية ترصد كل ما يتعلق بهذا القطاع). ووفقاً لها فإن عدد المؤسسات الصغيرة بلغ 23 مليون مؤسسة عام 2012 (تعداد سكان أمريكا لنفس العام 313 مليون تقريباً). أما عدد الوظائف التي أفرزتها المؤسسات الناشئة (منذ عام 1990) كان 8 ملايين وظيفة مقابل 4 ملايين للمؤسسات الكبيرة. أما شركة أمريكان إكسبرس فأصدرت تقريراً عن المؤسسات الناشئة التي تملكها سيدات، ويشير إلى أن عدد تلك المؤسسات بلغ 8.1 مليون مؤسسة عام 2011 بنسبة 29 ٪ من العدد الكلي و 7.7مليون وظيفة ودخل إجمالي 1.33 ترليون دولار. أما موقع Linkedin المهني (الذي بدأ كمؤسسة واعدة ثم كبر حتى أصبح شركة مساهمة عامة) فقام بعمل فرز لأصحاب الأعمال الناشئة (من خلال 120 مليون سيرة ذاتية مدرجة به) واستخلص النتائج التالية: أبرز خمس جامعات تخرج أصحاب الأعمال الواعدة entrepreneurs: ستانفورد، هارفارد، MIT، بيركلي، دارتموث. أبرز الشركات التي ينشأ منها أصحاب الأعمال: Apple وAdobe Electronic Arts، Google، Yahoo، Microsoft متوسط السن عند إطلاق أول منشأة صغيرة: 30 أو أكبر (65 ٪ من العينة) أبرز مدن المواهب الواعدة: سان فرانسيسكو، بوسطن، نيويورك أبرز التخصصات العلمية (للفئة التي أتمت تعليمها العالي قبل البدء): تقنية النانو، التقنية الحيوية، الأجهزة الطبية. أبرز التخصصات الجامعية (بشكل عام): إدارة المؤسسات الصغيرة، هندسة كمبيوتر، علوم كمبيوتر، فيزياء، هندسة كهربائية. وختاماً فإني أوصي بضرورة الإسراع في تمويل المؤسسات الواعدة مع تذليل العقبات التشريعية، وتبني المواهب الناشئة مبكرا وتطوير بيئة التعليم الفني والعالي.