سعود سيف الجعيد لقد نجح ساهر في كبح جماح المخالفين لقواعد المرور والمستهترين بأرواح البشر. نجح ساهر في الحد من المخالفات المرورية بشكل كبير وفي وقت قصير. نجح ساهر لأننا ومع الأسف لا تنفع معنا إلا لغة الحسم ودفع الغرامات المالية، ولأننا وعلى مدى عقود من الزمن لم تنفع معنا إرشادات المرور وتحذيراته المستمرة، ولم يردعنا تزايد أعداد الوفيات وآلام الجرحى والمصابين، وضربنا بكل ذلك عرض الحائط، وكانت النتائج أليمة وكارثية في تزايد أعداد الوفيات والإعاقات، هذا عدا الخسائر المادية، فكان لابد من حل صارم، فجاء ساهر ليقول كفى عبثاً وكفى استهتاراً وحان الوقت لأن نلتزم بأنظمة المرور شئنا أم أبينا، لأن ساهر بالمرصاد لكل من اعتاد على الفوضى والسرعة ومخالفة النظام. فشكراً ساهر وشكراً لإدارات المرور. لنقف قليلاً ونتساءل ما هو ساهر؟ إنه عبارة عن كاميرا ترصد كل المخالفات دون تحيز أو مجاملة، ودون واسطة أو محسوبية، ومن هنا جاء هذا النجاح المبهر، وهناك البعض لم يعجبه ساهر ويشتم وينتقد ولم يسأل نفسه لماذا يخالف؟ ولماذا يتجاهل الأنظمة؟ فكم كنت أتمنى أن نجد ساهر في كل نواحي الحياة في المدارس وفي المستشفيات وفي الإدارات الحكومية وفي الحدائق وفي مواقف السيارات وفي كل مكان لأننا بحاجة ماسة إلى احترام الأنظمة والقوانين، انظروا إلى من يرمي الأوراق من نافذة السيارة والزجاجات الفارغة بكل برود، ومن يبصق على الطريق أمام الناس، ومن يأتي إلى العمل متأخراً، وإلى من يقصر في خدمة الناس من خلال عمله. في كل زاوية ومكان مخالفات وتعديات على حقوق الغير، كم نحن بحاجة إلى ساهر لكي يضبط هذا الانفلات والاستهتار في كل شيء، فالدولة -حفظها الله- لم تقصر أوجدت خدمات عامة للمواطنين في شتى المجالات، وصُرفت الملايين من أجل رفاهية المواطن، ولكن مع الأسف هناك البعض لايزال يجهل المحافظة على هذه الأماكن ويستمر العبث وسوء التصرف، لنجد أننا أمام واقع يتطلب تكثيف كاميرات المراقبة والمتابعة ومحاسبة المقصر، وليعلم كل مخالف ومستهتر أن الغرامات المالية ستلاحقه في كل مكان حتى يتعلم وينضبط مادام أنه يصر على الأخطاء ولا يهمه أحد. أعود وأكرر، أتمنى أن نجد ساهر في كل مكان حتى نستطيع أن نقضي على كل العادات السيئة الموجودة في حياتنا، التي يستحيل زوالها بالنصح والتوعية، ولكن من خلال ساهر، صدقوني سنوجد مجتمعاً أكثر انضباطية بكل ما تعنيه الكلمة، وأكبر دليل هو انخفاض عدد الحوادث في السنوات الأخيرة عن السابق، والفضل يعود لله ثم لك يا ساهر، فمن نجاح إلى نجاح، ومن يكره الغرامات وتزعجه فعليه أن يلتزم بالنظام حتى يحمي نفسه من هذه الغرامات، معادلة بسيطة جداً لمن يريد أن يفهم.