كشفت الفحوصات التي أجريت صباح أمس على الجيب ال”لاندكروزر”، الذي واجه سائقه مشكلة مثبّت السرعة، عن وجود إكسسوارات مضافة وتعديلات لحقت بأجزاء متعددة من المركبة وصلت لتركيب كاميرا خلفية وجهاز ملاحة (jps) من قبل محلات غير متخصصة ولا تملك الخبرة الكافية للتعامل مع أنظمة الكمبيوتر والدوائر الكهربائية الخاصة بشركة تويوتا. وهو ما اعتبره الخبراء اليابانيون أمس سبباً مباشراً في اختلال أنظمة تشغيل المركبة. وأجرت اللجنة المشكلة من مرور حفر الباطن ومحطة الفحص الدوري وشركة تويوتا فحوصات شاملة على المركبة حيث تم تركيب باب خلفي كامل بديلا للباب الذي تكسر زجاجه جراء إطلاق الرصاص، وبعد فحصها تبين وجود توصيلات كهربائية عشوائية نتيجة تكرر عمليات «الترهيم» على المركبة، ثم قام الخبراء بإجراء تمرينات ميدانية على المركبة، في طريق حفر الباطن – الرياض وتجريب سرعات متفاوتة بقيادة جندي المرور خالد الحميدي المطيري الذي قاد الجيب بسرعة وصلت إلى 220 كم على امتداد 80 كيلو بصحبة أكثر من خمسة خبراء، وتم استخدام مثبت السرعة، ولم يتبين وجود أي خلل. إلى ذلك أبدت اللجنة المشكلة للنظر في القضية انزعاجها الكبير جراء عدم حضور قائد المركبة عبدالله الطوالة وعدم تجاوبه مع الاتصالات المتكررة التي وصلته وطالبته بالحضور للإدلاء بمعلومات حول المشكلة التي واجهته. غير أن الطوالة أكد في اتصال مع «الشرق» أمس أنه موجود في العاصمة الرياض لإعداد ترتيبات نهائية لرفع دعوى قضائية ضد شركة تويوتا، مشيرا إلى أنه بصدد الاتفاق مع محام للبدء قانونيا في هذا الاتجاه. من جهته، استغرب المدير التنفيذي لصيانة تويوتا عثمان العرابي في تصريح خاص ل “الشرق”، تجاهل قائد المركبة للاتصالات المتكررة وتصريحاته حول عدم تلقيه أي اتصال من الشركة، وقال: « قمت شخصياً بالاتصال به بعد الحادثة وهنأته بالسلامة ثم أغلق الخط بحجة أن لديه مكالمة أخرى من شخصية كبيرة ثم حاولت الاتصال به أكثر من مرة وأرسلت رسائل لكنه لم يتجاوب». وقال العرابي إنه تم عقد مؤتمرات تليفونية مع الشركة الأم في اليابان للتباحث في هذه القضية وأكدوا لنا أنه لم يسبق حدوث مثل هذا النوع من المشاكل في أي دولة من دول العالم ، مضيفا «أن الشركة يهمها أن تعرف الحقيقة للحفاظ على قيمة منتجاتها ولهذا فهي تجري اختبارات وفحوصات شاملة ودقيقة على المركبة في مكان محايد بعيدا عن مراكز صيانتها لكي تتوصل للحقيقة». وأشار العرابي إلى أن وكالة عبداللطيف جميل أصدرت بياناً عن الحادثة بعد ما تبين أن المركبة خليجية، ولكنها سعت لتشكيل فريق لمتابعة القضية لأنها تحرص على الوصول لكافة خيوط المشكلة. وكشف العرابي أن هناك وكالة عبداللطيف جميل سبق أن توجهت لوزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس بشكاوى ضد بعض المحلات التي تعبث بسمعة الوكلاء من خلل تركيب قطع وأكسسورات لا تتناسب مع أنظمة الوكالة وتحدث خللا كبيرا في نظم التشغيل، مشيرا إلى أن جميع الاحتمالات ستبقى مفتوحة لحين إعلان اللجنة المشكلة للنظر في القضية عن نتائجها.