تسبَّب وصف «خلل عقلي» لفتاتين سعوديتين في حرمان إحداهما من الحصول على وظيفة كانت على وشك تسلّمها. وقالت والدة الفتاتين ل «الشرق» إنَّ الأسرة التي تقطن محافظة الخُبر تسلَّمَت بطاقتي الهوية لابنتيها المعاقتين، فوجدت عبارةً تصف كلاً منهما ب «مختلة عقلياً». وأشارت الأم إلى أنَّ ابنتيها تعانيان إعاقةً عقليَّة، ولكنهما على دراية تامة بالمجتمع المحيط بهما، وأكملتا الدراسة بشكل جيد، وتعلمتا استخدام الحاسب الآلي. وأضافت أنها وجدت وظيفةً لإحداهما، لكنَّ الجهة المُوظِّفَة، وهي على دراية بحالة البنت، اشترطت وجود بطاقة هوية وطنية لها، وهو ما دعاها للتوجه إلى الفرع النسائي في الدمام لاستخراج الهوية، وكانت المفاجأة أن تم وصف كلتا الفتاتين بأنها «مختلة عقلياً» في الهوية. وشرحت ل «الشرق» بأن هناك فرقاً بين التخلُّف العقلي، والخلل العقلي، حيث يعرف الخلل العقلي بأنه جنون، وهو ما تسبَّبَ في حرمانها من حصولها على وظيفة، كما أنَّ مصطلح الخلل العقلي يعني أن تقوم الأسرة بربط المريض في المنزل، وعدم السماح له بالخروج نهائياً، وهو ما يتنافى تماماً مع حالة الفتاتين. وأضافت أنَّ هذا الأمر سيتسبب في حرمانهما من خدمات عديدة، أبرزها عدم تمكنهما من السفر بالطائرة، وفرصة الحصول على وظيفة، والزواج، وغيرها من الأمور، وطالبت بإيجاد حل للمشكلة. من جانبه، برَّأ مدير الأحوال المدنية في المنطقة الشرقية، محمد العواص، جانبَ إدارته من المشكلة، موضحاً أنَّ الأحوال ليس لها شأن في اختيار الحالة المعنيَّة، مشيراً إلى أنَّ إجراءات منح المعاق بطاقة هوية وطنية تتضمن تقريراً طبياً، وعلى ضوء التقرير تتمُّ متابعة المسميات الثابتة في مركز المعلومات الوطني، التي تضم نحو 35 مصطلحاً وحالة من حالات الإعاقة، ولا يوجد في البرنامج مصطلح «تخلف عقلي»، أو «إعاقة عقلية»، فالموجود هو «مختل عقلياً»، وعلى أساسه يتم اختيار الحالة. وأضاف بأنَّ ذلك ليس له تأثير مباشر على المتقدم، حيث لا يتم وضع الحالة على البطاقة بشكل مباشر، بل يظهر مسمى الحالة عند طلب «برنت»، وحينها تكون الحالة «مختلاً عقلياً». وأبدى العواص تفهُّمَه لحالة والدة الفتاتين مؤكداً أنَّ الأمر كله يرجع لمركز المعلومات الوطني.