الدمام – الشرق دراسة: البشر باختلاف أعراقهم وعصورهم معرضون لأمراض تصلب الشرايين بغض النظر عن نمط حياتهم ونظامهم الغذائي كان يُعتقَد أن الحياة العصرية بما تحويه من نمط في الأكل والشرب والسلوك هي المسؤولة عن أمراض تصلب الشرايين والقلب والسكتات الدماغية، ولكن بعض الباحثين كان لهم رأي آخر. تراكم الدهون في الشرايين وما ينتج عنه من أمراض القلب وتصلب الشرايين ليس من لعنة نمط الحياة العصرية، بل إن تلك الأمراض قديمة من حقب التاريخ الماضية، هذا ماقاله باحثون استخدموا تقنية المسح الضوئي للكشف عن المومياوات القديمة. وقد بينت نتائج دراسة جديدة أُجريت على مومياوات تعود إلى حقبات مختلفة، ومناطق مختلفة على امتداد أربعة آلاف سنة، إن تصلب الشرايين كان يصيب الإنسان منذ ما لا يقل عن أربعة آلاف سنة ممَّا يدفع إلى الاعتقاد أنَّ أمراض القلب والأوعية ليست ناتجةً عن الحياة العصرية كما كان يعتقد حسب السائد، وكما هو معروف، فمعظم الناس يربطون بين المرض الذي يؤدي لأمراض القلب والسكتات الدماغية وبين نمط الحياة العصرية كالتدخين والبدانة. وكانت دراسات سابقة قد بينت إصابة المومياوات المصرية القديمة بأمراض تصلب الشرايين والقلب، ولكن تبين أن العينات المأخوذة للبحث كانت تنتمي لطبقات اجتماعية عالية تتبع نظاماً غذائياً مشبَّعاً بالدهون، ولا تغطي كل فئات المجتمع. ولأخذ صورة أشمل عن الموضوع وعن مدى انتشار أمراض القلب بين الشعوب القديمة تم أخذ عينات من عدة حضارات بائدة وأخذ صور مقطعية لهم من: مصر، البيرو، أمريكا الجنوبية، وأخيراً جزر ألوشيان في ألاسكا. عبر دراسة هذه الصور توصلوا إلى أن ما نسبته 34% كانت لديه إما دلائل ترجيحية أو دلائل حتمية على وجود تصلب الشرايين. ومن خلال المومياوات التي بقي فيها الهيكل الشرياني سليماً؛ كان بإمكان العلماء تحديد العوامل المسببة لتصلب الشرايين عن طريق فحص العلامات المنذرة بتكلُّس الشرايين، وأهم ما تمَّ الحصول عليه من نتائج أنَّ البشر باختلاف أعراقهم وعصورهم معرضون لأمراض تصلب الشرايين، بغض النظر عن نمط حياتهم ونظامهم الغذائي، وأن أمراض القلب ليست وليدة الحياة العصرية. ختم الباحثون عملهم بقولهم: «نحن لانعرف كثيراً عن أنماط الحياة التي عاشها هؤلاء، أو الأنماط الغذائية التي اتبعوها، وبالتالي مازلنا لانستطيع تحديد ما إذا كانت للإصابة بتصلب الشرايين أسس وعوامل جينية، أم أنها ببساطة، وكما هو معتقد، نابعة عن «نمط الحياة»، «صحيح أننا لانستطيع تغيير الماضي لكننا بالتأكيد نستطيع التعديل على نمط حياتنا مما يؤثر إيجاباً على مستقبلنا، فالتغذية الجيدة، والإقلاع عن التدخين، والعيش بأسلوب حياة نشط هي عوامل قد تساعد على الحفاظ على قلب صحي ومعافى من الأمراض.