ذات مساء كانت طموحاتنا متجاوزة لحدود المستحيل، وكنّا قد تسمّرنا أمام الشاشات على مقربة من إنجاز تاريخي غير مسبوق، في معترك «التنين الصيني» إن كنتم تذكرون، وكانت أيادينا وقتها تناوش «الآريال»، رغم رداءة ذبذبات القناة الثانية وتمازج أصوات المعلقين وكثرت محاولاتي في التقاط ذبذبة الأخضر الجميل وانقطاع الكهرباء.كُتب حينها تاريخ من ذهب عبر «راديو» صغير قُمنا بسرقته بغية عاشقٍ يتغنى بمنتخب بحجم وطن، ومازالت تقلبّات الطقس تنعكس على الوجوه، مع ذلك كنّا واثقين بعد الله بأن ماجد ورفاقه قادرين على خطف كأس آسيا، نبرات علي داوود تتسارع «وماجد بيكسر طقم كله»هدف تاريخي وإعجازي في الدقيقة «الثانية»، طلال مداح بلثغة الراء تحيي الروح «يا ناس الأخضر لا لعب»، هكذا كنا في حبنا وإخلاصنا لوطن علمنا التضحية، نعلم جميعاً بأنها كرة قدم، لكنّ واقعنا الرياضي أليم، فمن غيّب المجد عن أبطاله؟ ومن غيّب حناجرنا البريئة؟ ومن أبعدنا عن المنصات ورمانا خلف أسوار المدرجات؟ بعيداً عن لعبة الصفقات الباهظة، وإعلام طبّل وفبرك فقضى، ومدرب وعدَ فعثى، وقد كنا قلباً واحداً وقد أصبحنا أعداء (نصراً) كان أم (هلالاً).لا تقولوا منتخبنا عائد بعد الظلماء، بل تعالوا وانظروا منتخبنا قد مضى.