على يمين السيد ( كرتي) وزير خارجة السودان في مؤتمر وزراء الخارجية نهار الأحد كان مقعد سوريا شاغراً. والمقعد السوري في القمة العربية اليوم لا يُعرَف ما إذا كان صاحبُه القادمُ هو السيد الخطيب أم هو السيد غسَّان هيتو.؟! وكلاهما من قادة المعارضة بعد انشقاقٍ يجعل الخطيب يستقيل. ويجعل حرباً تشتعل وسط المعارضة. والخطيب يتهم مَن يربطون بين استقالته وبين تنصيب هيتو بسوء الغرض، ويعلن أنه «لا شقاق». لكنَّ نهار الأحد ذاته كان يشهدُ هجوماً على قائد جيش المعارضة السورية، والقنابل تنسف عربته وتبتر ساقه، وأسلوب الهجوم الفردي يجدِّد الحديث عن النِّزاع بين الساسة وبين العسكريين، والجهة التي تهاجم الأسعد لا تكشف عن وجهها، والجهة التي تنسفُ «الإمام البوطي» لا تكشف عن وجهها، لكنَّ وجوهاً كثيرة أخرى تعلن عن العمل بوجه مكشوف. وتركيا والمخابرات الأمريكية ودول عربية تكشف أمس عن أنَّهَا تدعمُ الجيشَ الحرَّ بالسلاح، ليقابلها من هنالك ما تحمله صحف أمريكية منسوباً إلى طيَّار مُنشقٍّ بأنَّ روسيا وإيران تعلنان دعمهما للأسد بالأسلحة والذخيرة منذ شهور طويلة. لكنَّ كثيراً يبقى في الظلال، وأمريكا تلتقي مع روسيا وإيران أمس في دعم المعارضة، وفي اليوم ذاته في العراق يذهب السيد «كيري» إلى اتجاه آخر. وروسيا وإيران والعرب والأتراك وأوروبا كلهم يقيمون (كنتيناً) في سوق السلطة السورية القادمة، بينما السلطة السورية القادمة تنظر إلى فندق المؤتمرات الذي يدخله القادة العرب.