فُتحت نيران جبهة جديدة في معمعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الملتهب وهي (بساتين مزارع الكرم الإسرائيلية)، حيث راجت وازدهرت تجارة الخمور بقوة على المستوى العالمي. ويخوض الفلسطينيون والإسرائيليون غمار معركة جديدة، لكن دون سلاح هذه المرة. إنها معركة عناقيد الغضب (العنب). استغرق الأمر سنوات عديدة من العمل الشاق في إسرائيل لتحويل سفوح التلال الصخرية في الضفة الغربية إلى بساتين كرم يانعة دون وجه حق وينطلق اليهود من عقيدة عنصرية راسخة عندهم، ويستحلون خيرات الفلسطينيين، قائلين أن الله وهبهم هذه الأرض المقدسة حتى قيام الساعة، بينما يستنكر المزارعون الفلسطينيون هذه الممارسات الاستفزازية، لأن الأرض أرض آبائهم وأجدادهم، وسرقت منهم قهراً وعنوة. وتمثل بساتين الكرم خط النار الملتهب وسط أجواء الاشتباكات والمواجهات الدامية في صراع النفس الطويل بين الطرفين، لكن هذه المرة الصراع اقتصادي والسلاح فتاك. وينادي الفلسطينيون بتفعيل قرارات الاتحاد الأوروبي ووضع قوانين أكثر صرامة بشأن السلع والمنتجات الإسرائيلية ذات المنشأ الفلسطيني، حيث ينبغي مقاطعة كافة صادرات المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية بموجب القانون الدولي. ونقلت صحيفة تليجراف أن «الحكومة الإسرائيلية قلقة من سوق الاتحاد الأوروبي، فهي مقصد ل 20 % من صادرات البلاد، وتضغط بقوة على قرارات بعض المسؤولين الأوروبيين الغاضبين من التوسع الاستيطاني الإسرائيلي العدواني، التي تحث الدول الأعضاء على وسم السلع والمنتجات ب «الاستيطانية». فالمقاطعة الاقتصادية ليست مقتصرة على النبيذ وحسب، لكنها تشمل كافة الفواكه والخضراوات. ورحبت بهذه الفكرة مجموعة شركات «المجموعة التعاونية» البريطانية خامس أكبر متاجر التجزئة عالمياً، وشنت حملة دعائية ضد المنتجات اليهودية تحت شعار «الاختيار الواعي». وتعد هذه المجموعة أول شركة إنجليزية كبرى استجابت لنداءات الشعب المكلوم بمقاطعة الموردين. وقامت بعض الجامعات البريطانية، والنقابات العمالية وشركات كبرى بقطع العلاقات مع إسرائيل. وتنعقد آمال الفلسطينيين على هذه الخطوات البناءة، التي تستحث الرأي العام الدولي. ويبلغ إجمالي صادرات النبيذ الإسرائيلية سنوياً 120ألف زجاجة، وتعده فرنسا إنتاجاً فاخراً من الطراز الأول. وتبلغ صادرات الخمور إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها 30 ألف زجاجة سنوياً، مما يثير حنق الفلسطينيين. فعناقيد العنب الإسرائيلي هي عناقيد الغضب الفلسطيني.!