تمعن إسرائيل في نشر المخدرات بمختلف أنواعها داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية لاستخدامها كوسيلة لإيقاع الشبان الفلسطينيين في شباك العمالة، بهدف إشغالهم عن التصدي لعمليات التهويد، في الوقت الذي توفر فيه السلطات الإسرائيلية الحماية لعمليات بيع المخدرات في أحياء مدينة القدس تحديداً. وفي غزة لجأت إسرائيل إلى تهريب المخدرات والأدوية المسكنة للآلام، التي يستخدمها متعاطو المخدرات على أنها مواد مخدرة، عبر الأنفاق المنتشرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر. وعلمت «الشرق» من مصادر أمنية فلسطينية أن تجار المخدرات يستخدمون محافظة سيناء كمقر لهم بعدما دوهمت معاقلهم الرئيسة بغزة. وكشفت المصادر ذاتها ل«الشرق» النقاب عن تصنيع إسرائيل بعض المواد المسكنة للآلام ك «الترمال» و»الترمادول» بشكل خاص لغزة وتزودها بكميات من المخدرات، فيما تعمل عصابات إسرائيلية وصفتها المصادر ب «مافيا المخدرات» على نقلها إلى سيناء لتهريبها بتعاون مع تجار المخدرات في سيناء إلى قطاع غزة». وبدوره، قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية في حكومة غزة الرائد أيمن البطنيجي إن: «الشرطة الفلسطينية لها باع طويل في مكافحة المخدرات، وتجري عمليات ملاحقة بشكل يومي لمروجيها وتجارها». وذكر في تصريح ل «الشرق» أنهم قبضوا على عدد كبير ممن يعرفون بتجار المنبع. وأضاف البطنيجي: «وجهنا ضربات موجعة إلى معاقل تجار المخدرات في غزة، وأصبحوا يتخذون من سيناء مقراً لهم ويرسلون بضائعهم لترويجها في غزة»، مؤكداً أن وزارة الداخلية بغزة تسعى لإفشال مخطط إسرائيل بإسقاط الفلسطينيين. وأوضح أن الفحوصات المخبرية والتحقيقات أثبتت أن ما يتم ترويجه من حبوب «الترمال» بين شباب غزة هو مُصنّع داخل إسرائيل تختلف تركيبته عن «الترمال» الصحي الذي يستخدم كعلاج. وأشار إلى أن إسرائيل تهرب إلى غزة ما يعرف بحبوب «السعادة والهلوسة» وحبوب «الجنس»، بهدف تدمير الشباب الفلسطيني. وعدّ البطنيجي أن حرباً مفتوحة بينهم وبين جهات غير رسمية إسرائيلية يساندها النظام الإسرائيلي لإنهاء ظاهرة تهريب المخدرات لغزة. ولفت إلى أن المخدرات التي تهرب لغزة لا يقتصر صناعتها داخل إسرائيل فبعضها يصنع في الصين، متهماً إسرائيل بالوقوف خلف تصنيعها، مبيناً أن المخابرات الإسرائيلية لديها شعبة متخصصة في نشر وترويج المخدرات في الأوساط الفلسطينية والعربية في آن واحد. وبيَّن البطنيجي أن انتشار المخدرات في الضفة الغربية ملاحظ بشكل كثيف نتيجة وجود الاحتلال الإسرائيلي داخلها.