محيط : لا تتوانى إسرائيل عن تدمير الشعب الفلسطيني.. هذه هي الحقيقة التي تم التأكيد عليها من جديد، فبعد استخدام الدبابات والصواريخ وطائرات إف 16 التي أتت بالدمار الشامل على كافة أشكال الحياة في غزة إلا شيء واحد أنها لم تنل من عزم ولم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني فراحت تبحث عن أسلحة خبيثة جديدة تدمر بها الأجيال القادمة في محاولة لإلهائهم عن الصمود وشغلهم في أكور أخرى تهدم ولا تبني، تضر ولا تنفع، وكان آخر هذه الأسلحة 'علكة' لها تأثيرات في الإثارة الجنسية تفوق كثيرا حبوب 'الفياغرا' الشهيرة. فقبل ايام اعلنت شرطة غزة التي تديرها حركة حماس ان فرق المباحث ضبطت جنوب قطاع غزة، وتحديدا في مدينة خانيونس منشطات جنسية بأنواع مختلفة، منها على شكل حبوب، واخرى عبارة عن 'علكة'، ومنها ما هو سائل، تستخدم ك 'مهيجات جنسية'، لكلا الجنسين من الشبان والفتيات، حيث عرف ان الحبوب، والمادة السائلة تستخدم من قبل الشبان، في حين تستخدم الفتيات العلكة، والاصناف الثلاثة لها تأثيرات مماثلة في الإثارة الجنسية بحسب تقرير لأشرف الهور مراسل جريدة القدس العربي في غزة. وملابسات الكشف عن خيوط القضية ومصادرة هذه الاصناف من 'سوق العالم السفلي' في غزة، والمقصود فيه سوق ترويج المخدرات، جرى بعدة طرق، فالطريقة الاولى التي نبهت لوجود هذه الانواع، كانت شكوى تقدم بها احد اولياء الامور للشرطة بتناول ابنته وهي في مقتبل العمر، احد هذه المنشطات، بعد ان عرف بالامر على اثر تغير مفاجئ طرأ على سلوك الفتاة، التي اقرت لوالدها بعد خضوعها لعملية ضغط شديد بتناولها هذا الصنف المثير للغريزة، في حين قالت الشرطة ايضا ان من بين من كشف عن هذا الصنف، كان احد مروجي المخدرات في غزة، الذي اعترف خلال التحقيق امام الشرطة، بترويج منشطات، بايعاز من احد التجار الكبار. وذكرت الشرطة في بيان لها ان احدى فرق المباحث العامة داهمت مكان اقامة هذا التاجر وصادرت ما لديه من هذه المنشطات، التي ربطت بين خطورتها، والاثار السلبية للمخدرات، وذكرت انها حولت المتهم للتحقيق. وعند الاستفسار عن كيفية تناول هذه السلع، قال اسلام شهوان المتحدث باسم شرطة غزة ل 'القدس العربي' ان 'العلكة'، والسائل، يستخدمان عن طريق الفم، بحيث يتم مضغ النوع الاول، في حين يتم تناول الصنف الثاني من خلال طريقة التنقيط. وعند الاستفسار عن مصدر ومكان ادخال هذه المواد المصنعة في بلدان اوروبية، اكد شهوان ان المعابر التجارية التي تشرف عليها اسرائيل هي المصدر الرئيسي لها، وهو ما يثير شكوكاً كبيرة حول موافقة اسرائيل على ادخال هذه الاصناف، في حين تحول دون وصول الاف السلع الضرورية الاخرى الى السكان المحاصرين منذ عامين. ومما يثير الشكوك حول الهدف من اغراق 'عالم المخدرات'، بهده الاصناف، هي طريقة دخولها، حيث علمت 'القدس العربي' انها لا تدخل بصورة علنية، بل من خلال تهريبها وسط سلع غذائية اخرى. ويقول الضابط شهوان ان التحقيقات دلت على ان فتية وفتيات في مقتبل العمر، تناولوا هذه الاصناف، وان ذات التحقيقات دلت ايضا على ان رجال المخابرات الاسرائيلية هم من يقومون بتزويد تجار المخدرات بهذه الاصناف، لبيعها بثمن زهيد، اشبه ما يكون بالمجان، مؤكدا أن إسرائيل تهدف من ترويج هذه المخدرات الى تدمير البنية المجتمعية لسكان غزة، والقضاء على طبقة الشباب، من خلال ترويج المخدرات والمنشطات الجنسية. وتفيد تحريات الشرطة ان كميات المخدرات التي دخلت مؤخرا الى غزة كان مصدرها معابر اسرائيل. وبحسب ما علمت 'القدس العربي'، فان مروجي هذه المخدرات اعترفوا بأنهم مرتبطون بالمخابرات الاسرائيلية. وتفيد فرق المباحث الجنائية ان عمليات التهريب هذه نشطت بصورة كبيرة بعد الحرب الاخيرة على قطاع غزة، في خطوة تهدف الى كسر ارادة الفلسطينيين.