مكة المكرمة – ماجد الجحدلي ركَّزت على تهيئة اللاعبين نفسياً.. فتحققت النتائج الإيجابية لن نرمي المنديل.. وسنقاتل حتى الرمق الأخير انتقد مدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي الوحدة، التونسي خليل عبيد ما أسماه ضعف التعاون والتنسيق بين الإدارات المتعاقبة على النادي، مبدياً استغرابه من عزوف عدد كبير من أعضاء الشرف عن دعم النادي خصوصاً في هذه الفترة الحرجة والحاسمة التي يحتاج فيها إلى تضافر الجهود ووقفة الجميع حتى يتجاوز خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وقال التونسي عبيد في حواره مع «الشرق»: «الداعمون للوحدة حالياً ثلاثة فقط، وبقية أعضاء الشرف لا يؤدون أدوارهم ولا يفكرون في مصلحة النادي رغم الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً». وأرجع عبيد تحسن نتائج الفريق في الجولات الثلاث الأخيرة من دوري زين للمحترفين إلى تهيئة اللاعبين نفسياً وتصحيح الأخطاء الفردية والدفاعية التي تسببت في نزف النقاط ووضعت الفرسان في مركز لا يليق باسمهم وتاريخهم، معرباً عن ثقته في أن يكسب الفريق الجولات الأربع المتبقية ويتفادي خطر الهبوط من الدوري الممتاز. * صف لنا بدايتك مع نادي الوحدة؟ -بدأت عملي في نادي الوحدة مساعداً للمدرب دراجان العام الماضي، وبعد إقالته قدمت استقالتي معه، لكنني لم أغادر إلى بلادي بسبب منعي من المغادرة من قبل الجوازات لوجود مشكلات في «الفيزا»، والإدارة تعاملت معي باحترافية كبيرة وعملت على حل المشكلة، وكلفتني بمهمة الإشراف على أكاديمية النادي مع عايض القحطاني ونجحنا في صقل عدد كبير من الناشئين بالإضافة إلى دراسة وضع الفئات السنية، وكان دوري كبيراً في انتقاء اللاعبين بحكم خبرتي الأكاديمية في الجامعات التونسية، حيث إن تخصصي هو تدريس كرة القدم، وبعد ذلك غادرت إلى تونس بحكم ظروفي العائلية، ولن أنسى الوقفة الصادقة من قبل رئيس النادي علي داوود أثناء مرض والدتي، ومن ثم عدت مرة أخرى للوحدة كمساعد للمدرب وجدي الصيد، ووقتها أُقلت من منصبي وتحديداً قبل مباراة الشباب بسبب اختلافي مع المدرب وجدي الصيد بخصوص التعامل مع اللاعبين، وبعد إقالة الصيد توليت مهمة تدريب الفريق. * كيف تصف الوضع الفني للفريق الوحداوي بعد استلامك للمهمة؟ -الفريق يبحث الآن عن إنقاذ الموسم والبقاء في دوري زين للمحترفين، وقبل استلامي للمهمة لم يكن للفريق الوحداوي آلية لعب واضحة، ويغلب على أدائه طابع اللعب الفردي ويعاني من سوء التنظيم الدفاعي والهجومي، وبالتالي أصبح وضع الفريق مهزوزاً ولم تكن له شخصية واضحة في الدوري، وبحكم معرفتي السابقة باللاعبين نجحت في عزلهم عن المشكلات الخارجية، وركزت على الجوانب النفسية وإخراج اللاعبين من إحباط النتائج الماضية، والحمد لله وفقت في المهمة وأصبحت هناك هوية للفريق وإن كان هذا لا يعني أن كل مشكلات الفريق قد انتهت، إذ ما زالت هناك بعض المشكلات الفردية فضلاً عن عامل الوقت الذي قد لا يسعف الفريق في تفادي الهبوط. * وهل مشكلة الوحدة فنية أم إدارية أم نفسية؟ المشكلات الإدارية لها دور ومن خلال العمل مع إدارتين مختلفتين يبدو أن كل إدارة تعمل وحدها، وما لاحظته خلال عملي في النادي أنني لم أر أحداً يدعم الإدارة الحالية سوى الشيخ صالح كامل وإبراهيم عساس والرئيس السابق عبدالمعطي كعكي، وكان يفترض على جميع الوحداويين خصوصاً أعضاء الشرف التفكير في مصلحة النادي ودعمه بغض النظر عن الإدارة الموجودة، لأنه في النهاية ستغادر هذه الإدارة، ولن يبق سوى النادي. * ما سر نتائج الوحدة الإيجابية أمام الاتحاد والنصر.. وأين كان هذا المستوى منذ بداية الموسم؟ -ليس في الأمر أسرار، وكما قلت لك سابقاً عملت إعادة تنظيم الفريق وبنائه من الخلف للأمام وهو ما يعرف بالتنظيم الهجومي، ونجحنا في علاج المشكلات الدفاعية بشكل جيد، وسابقاً كانت معظم الهزائم تأتي من هفوات فردية، وركزت كثيراً على نقاط القوة والضعف في فريقي الاتحاد والنصر، ولا أنسى الرغبة الكبيرة من اللاعبين للظهور بالمظهر اللائق وإصرارهم على وضع حد لنزف النقاط. * هناك من يقول إن الحظ خدمك في الوحدة كونك استلمت التدريب بوجود أربعة محترفين أجانب مميزين.. فما تعليقك؟ -صحيح اللاعب الأجنبي هو من يصنع الفارق، ولكن هناك أيضا لاعب سعودي يصنع الفارق ولا يقل مستواه عن الأجنبي، وقبل التعاقد مع هؤلاء المحترفين الأجانب كان هناك عدد من اللاعبين الشباب المميزين الذين تنقصهم الخبرة من حيث الحفاظ على الجهد وتوازن الفريق خلال المباراة. * وبما ترد على من يقول إن هبوط الوحدة مسألة وقت ليس إلا؟ -ما دامت الفرصة موجودة، لن نستسلم أو نرمي المنديل وسنقاتل حتى النهاية، ولا خيار أمامنا سوى الفوز في جميع مباراتنا المقبلة، تبقى لنا 12 نقطة هي مجموع مباريات الجولات الأربع الأخيرة من الدوري، وسنسعى للحصول عليها، واللاعبون كلهم إصرار وعزيمة على عدم التفريط في أي نقطة. * برأيك ما سبب تواضع نتائج الفريق هذا الموسم؟ -ساهمت عدة عوامل في عدم ظهور الفريق الوحداوي بالمستوى المأمول، أبرزها عدم الاستقرار على تشكيلة، وافتقاد الفريق للانسجام المطلوب خصوصاً بين لاعبي الخبرة والشباب، وكذلك تأثر الفريق بالأجواء المحيطة به، والحمدلله وفقنا في حل جزء كبير من هذه المشكلات حيث تم عزل اللاعبين عن المشكلات الخارجية، وعملنا على توظيف الضغط الكبير الذي يتعرض له اللاعبون بحيث حفزناهم على صناعة تاريخ النادي بتحقيق نتائج إيجابية في الجولات الأخيرة. * نلاحظ أن المدربين التونسيين يميلون دائما للعب الدفاعي.. فما سبب ذلك. -الكرة التونسية تعتمد المدرسة الفرنسية في أسلوب اللعب وهي تعتمد أساساً على التكتيك الدفاعي وكيفية استخلاص الكرة من الخصم. * ماذا تقول عن مواطنك فتحي الجبال والنجاحات التي يحققها مع نادي الفتح؟ الكابتن فتحي الجبال أنموذج للمدرب العصري، وحينما جاء لنادي الفتح كان لديه مشروع وأعتقد أن فترة الخمس سنوات التي قضاها في نادي الفتح كانت كافية لنجاح هذا المشروع، حيث نجح في صناعة فريق له شخصيته في الدوري، ووضع عمودا فقريا من اللاعبين السعوديين وعمودا فقريا آخر من اللاعبين الأجانب، وصعد بالفريق من الدرجة الأولى، وأبقى الفريق في الموسم الأول في الدوري الممتاز، وفي الموسم الثاني أصبح الفتح ضمن الثمانية الكبار، وفي الموسم الثالث حقق المركز الثالث في بطولة كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال، وها هو يقترب من تحقيق الدوري، وكل هذا النجاح يحسب لإدارة النادي التي صبرت كل هذه المدة على المدرب عكس غالبية الأندية التي لا تبقي على المدرب أكثر من موسم. * في حال هبوط الوحدة هل ستواصل مع الفريق؟ -لن أستبق الأحداث، فأنا موجود حتى نهاية شهر مايو وتركيزي حالياً على إنقاذ الفريق وتجهيزه للفترة المقبلة، وبعدها لكل حادثة حديث. * كلمة أخيرة؟ أشكر اللاعبين على التجاوب الكبير والثقة المتبادلة، وكذلك مدرب اللياقة مجدي إبراهيم ومدرب الحراس عادل المنصور على ما يبذلونه من جهود، ولا أنسى جهود إدارة النادي وحرصها على حل مشكلات اللاعبين، وأشكر أيضا المدربين بشير عبدالصمد ووجدي الصيد على النقطتين اللتين حققهما الفريق إبان فترة تدريبهما له، وقد يكون لهاتين النقطتين دور في إنقاذ الوحدة من الهبوط، وأتمنى أن تعود الجماهير الوحداوية إلى المدرجات لمساندة الفريق في الجولات المقبلة، وأقول لهم: «الإدارات تروح والمدربون أيضا، ولكن النادي لا يروح». خليل عبيد متحدثا للزميل ماجد الجحدلي (تصوير : أحمد جابر)