حساسية القدس وأهمية المسجد الأقصى لدى الأمة العربية والإسلامية، وإبعاد الأنظار عن الاحتلال الأجنبي الإيراني لكل من الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث وحربها ضد العراق، كانت السبب في تظاهر الخميني بنصرة القضية الفلسطينية ورفع شعار تحرير القدس دون أدنى تطبيق على أرض الواقع. وانطلاقاً من هذه المفاهيم أسس الخميني جيش القدس فور استلامه سدة الحكم في إيران عام 1979 وحوله فيما بعد إلى فيلق القدس سيئ الصيت. ووزعت خارطة على قيادات جيش القدس وكذلك الحرس الثوري الإيراني تبين كيفية انطلاق الجيوش الإيرانية نحو كربلاء، لتتوجه صوب كل من مكةالمكرمة ودمشق حيث مرقد السيدة زينب -بحسب البعض- وبعد أن تمر الأسهم التي تبين الطريق إلى القدس من جميع الدول العربية الخليجية وكذلك لبنان والأردن ومصر، تدخل فلسطين من عدة جهات لتلتقي جميعها في القدس الشريف. ولم يقتصر المشروع الإيراني لاحتلال الوطن العربي على تعبئة الجماهير والاستهلاك الداخلي، إنما سعت إيران -وما زالت- لتطبيق مشروعها من خلال اصطفافها إلى جانب أمريكا في احتلال العراق والهيمنة على قراره السيادي، ومطالبتها المستمرة بضم البحرين إلى سيادتها، وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي واليمن ومصر والمغرب، وتحويل سورية إلى أكبر مركز إقليمي إيراني لدعم هذا المشروع، ناهيك عن سعيها الدائم للهيمنة على لبنان من خلال حزب الله وضربها لأي مشروع للتسوية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.