أوضح الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور علي التواتي، ل»الشرق»، أن الحراك الموجود في العراق واحتضار مثلث إيران وسوريا وحزب الله في لبنان، جعل أطرافاً خارجية تلجأ إلى شبكات تجسس في السعودية وغيرها من دول الخليج المستهدفة. وبيّن أن شبكة التجسس التي تم القبض عليها في أربع مناطق سعودية وأعلنت عنها وزارة الداخلية، هي إفراز لحالة من التخبط التي تعيشها بعض الجهات الخارجية التي تتطلع وتطمح في مصالح داخل الخليج العربي وتتطلع إلى التخريب. ولفت التواتي إلى أن هدف مثل هذه الشبكات إما القيام بأعمال حربية أو أعمال إرهابية والسعي إلى إثارة الفوضى وإثارة الرأي العام ونقل معلومات وأسرار للدول الأخرى، وكذلك اللجوء إلى بث أفكار معينة داخل الدولة. وأوضح أنه لا يجب أن تخصص شبكات التجسس نحو طوائف معينة أو جهات معينة، لأنها تتنوع بين حين وآخر وتكثر بسبب المغريات المادية والأيديولوجية، فضلاً عن عدم وجود وعي. وطالب التواتي بتخصيص حصص وتدريب في مدارس التعليم العام والجامعي، وكذلك للموظفين والمواطنين لوضع آلية محددة للتعامل مع الوافدين وعدم نقل أي معلومات وأسرار مجانية، وعدم الخوض في تفاصيل لا تعنيهم، والاكتفاء بالتعامل اليومي الروتيني المحدد بعيداً عن نقل أسرار دول. وحذّر من المندسين الذين يسعون إلى نقل معلومات دول، خصوصاً في النواحي العسكرية والاقتصادية، لدول أخرى من أجل تنفيذ أجندات معينة، وأضاف أنها قد تكون حيلاً جديدة بديلة للإرهاب، لأن الإرهاب عمل لاحق لشبكات التجسس وهدف مستقبلي. وبيّن أن دول الخليج معرضة لشبكات التجسس، بدليل الكشف عن عدد من تلك الشبكات في البحرين والكويت والإمارات، لافتاً إلى أن التحقيقات ستكشف أطرافاً أخرى في الشبكة، لأن الشبكات تؤدي عملها بنظام وبعدة أطراف وبتواصل دائم.