أكد الشاعر الدكتور عبدالله الفيفي، أنه لا يعرف عن وجود تجارب سعودية في الكتابة الإلكترونية التفاعلية ليقدمها كنموذج من الأدب السعودي في محاضرته التي ألقاها في نادي جدة الأدبي مساء أمس الأول. جاء ذلك في تعليقه على إحدى المداخلات خلال محاضرة «جماليات الأدب الإلكتروني»، التي أوضح فيها أنه يفضل استخدام مصطلح الأدب الإلكتروني على مصطلح الأدب الرقمي، لأن المصطلح الأول أشمل، ويتداخل مع الإعلام والصورة والكتابة. وفي المحاضرة، قال الفيفي، وهو ناقد أدبي أيضا، إن مستقبل الأدب التفاعلي العربي ما يزال مرهونا بحالة «التقانة» العربية، المهددة بالتواري عن الأنظار بين حين وآخر، مضيفا أنه ما لم تتأسس أنظمة شبكية مأمونة، ولها صفة الثبات والاستمرار في العالم العربي، فإن النشاط في ميدان الأدب الإلكتروني سيظل في إطار التنظير واستشراف المستقبل المنشود. وبيّن أن وجود نص أدبي تفاعلي خارج الإنترنت لا معنى له من الناحية التفاعلية، معتبرا أن هذه المحاضرة هي رؤية استشرافية لمستقبل الأدب الالكتروني التفاعلي بوصفه نوعا جديدا من أنواع الأدب، لكنه مرهون بعدة اشتراطات. وتناول الفيفي، القصيدة الإلكترونية، موضحا أنها تتكئ على شعريات معاصرة، ما تزال بعيدة عن التناول النقدي، لكنه عدها تجربة تمثل رافدا للحركة الشعرية في هذا العصر الإلكتروني، الذي يعتبره كثير من المهتمين بعيدا عن الشعر، «لتأتي القصيدة فتنغرس في نسيجه العالمي، كي تثبت أنها أكثر الأجناس الإبداعية قدرة على مسايرة العصور، وصولا إلى روح الإنسان». وفي نهاية حديثه عن جماليات الأدب الإلكتروني، قال الفيفي، إن التقنية لا يمكن أن تكون مطيّة لنصوص غير مكتملة، مبينا أنها لا تُغني عن القصيدة ولا عن الرواية أن تصبحا تفاعليتين ما لم تكونا على درجة جيدة.