في رسالة تشتَم منها رائحة التعب والمعاناة، يقول مرسلها الذي بدأ ديباجته بتحميلي مسؤولية نقلها لعلها تصل إلى صانع القرار بعد أن أغلقت كل السبل أمامه، يقول صاحبنا في رسالته التي حرصت أن تكون كما هي لإيماني بعادلة قضيتهم تستحق منا الوقوف لدعمها: نحن أبناء القبائل العربية من أصحاب البطاقات ذات الخمس سنوات – القبائل النازحة – إحدى قبائل الجزيرة العربية الذين أجبرتهم ظروفهم المعيشية أيام الفقر في نجد بين عام 1900م إلى عام 1960م إلى مغادرة الجزيرة العربية وعادوا بعد أن منَّ الله على الجزيرة العربية بالأمن والخير في العهد السعودي الزاهر. ويضيف: لقد صدر بحقنا الأمر السامي رقم 786/8 وتاريخ 11/9/1422ه القاضي بأن من يحمل البطاقة ذات الخمس سنوات وهو ينتمي إلى إحدى القبائل ذات المنشأ السعودي يمنح وأسرته الجنسية السعودية بموجب المادة 9 من نظام الجنسية، وأن من يثبت انتماؤه لأي من القبائل ذات المنشأ والأصل يمنح الجنسية العربية السعودية، وبموجب ذلك المرسوم الكريم تم إنهاء إجراءات التحقيق في اللجنة المركزية لحفائظ النفوس التابعة لوكالة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية لكثير منا وحصل البعض على الجنسية، إلا أن المفارقة أن بعض العائلات حصل الأخ أو الأب على الجنسية ولم يحصل الأخ الآخر، وذلك قبل تفاقم الخلاف بين مشايخ القبائل بسبب الزعامة مما أدى إلى إيقاف إجراءات إصدار الهوية حتى يتم تسوية الخلاف بين الشيوخ المتنازعين. ويتساءل: من أصبح الضحية؟ إنهم بلا شك نحن أفراد القبيلة، مناشدا في الوقت ذاته ولاة الأمر الذين ليس لديه أدنى شك بأنهم قادرون على حل هذا الخلاف والنظر إلى معاناتهم ببالغ من الاهتمام؛ حيث إنهم أبناء هذا الوطن ولدوا على أرضه وتربوا بين ربوعه ونشأوا ورُزِقوا من خيراته وتعلموا في مدارسه واستنشقوا هواءه، فوالله العظيم لو أبدلونا به جنان الأرض لن نرضا عنه بدلاً ولا نقبل عنه حولاً. ويقول: إننا أبناء هذا الوطن الذي عمت خيراته العالم بأسره ولا نعرف سواه وطناً، نقف متطلعين ناظرين بأعيننا نعمة في وجوه غيرنا من إخواننا الذين حلت مشكلاتهم واستقرت أحوالهم المعيشية بكل تفاصيلها بمجرد حصولهم على (الهوية الوطنية). ويؤكد مستنجدا: إننا لا نزال نعاني ونكابد ويلات الهم وصيحات عدم الاستقرار محرومون من أبسط الحقوق؛ حيث لا يسمح لنا بالدراسة الجامعية أو تسجيل الأنشطة التجارية بأسمائنا والسفر خارجاً لعدم وجود جوازات سفر دائمة، كذلك عدم السماح لنا بالعمل في الجهات الحكومية أو احتسابنا من ضمن نسب (السعودة) في القطاع الخاص وبالتالي ضعف فرصنا في العمل، وعدم الزواج من المواطنات بنات عمومتنا الحاصلات على الجنسية. وهنا، تقف الرسالة التي يقول صاحبها إنه بعث بها إلى عديد من المسؤولين ولم يجد فرصة سانحة إلا وبثها من خلالها سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات لعل أصواتنا تصل لملك الإنسانية، لأنتقل إلى قراءة خبر نشرته صحيفة المدينة وصحف أخرى مهللة به يقول الخبر: سلّم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة (السبت الماضي) أول إقامة للجالية البرماوية بعد بدء أعمال لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية إنفاذاً للأمر القاضي بتصحيح أوضاع 270 ألف برماوي على مدى أربع سنوات. وتضيف صحيفة الحياة في تغطيتها لذلك الخبر: أن لجان تصحيح أوضاع الجالية البرماوية بدأت باستقبال أبناء الجالية من مجهولي الهوية وحاملي (البطاقات) البيضاء الذين توافدوا على مقر اللجنة في مكةالمكرمة، لإنهاء إجراءات الحصول على إقامات نظامية، وأكد شيخ الجالية البرماوية في المملكة أبوالشمع عبدالمجيد استقبال نحو 150 أسرة يومياً لمدة ثلاثة أيام، مضيفاً: اللجنة استقبلت خلال ثلاث ساعات ونصف الساعة نحو 150 أسرة، منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى ال 11.30 ظهراً. وبين أبوالشمع – كما تقول الصحيفة – أنه باستطاعة لجان تصحيح الأوضاع استقبال نحو 500 أسرة في اليوم الواحد، تماشياً مع التنظيم المتبع، واستيعاب الراغبين في تعديل الأوضاع، خلال الفترة المحددة مسبقاً ب 90 يوماً، لافتاً إلى أن لجان تصحيح الأوضاع أجرت اتصالاتها عبر مجلس الحي للتنسيق في آلية الذهاب إلى مخيم التصحيح، إضافة إلى الموقع الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية الذي يتيح لأبناء الجالية مواعيد الذهاب إلى الخيام لتنظيم وتسهيل آلية العمل. وهنا سأترك لكم مجال المقارنة!!