على طريقة «غانغام ستايل» لمغني الراب الكوري «PSY» ودّعنا معرض الكتاب معتمراً عباءته، ومتقلّداً قلمه في احتفالية (مصرفية) راقصة قدّرت بستين مليوناً! سنوياً، يأتي (معرضنا) مضطراً للرقص الاستعراضي مع دور (النشل) حسب الطلب، وحسب متغيرات المرحلة! لا يهمّ إن كان الاستعراض سعودياً، أو خليجياً، أو مغربياً، أو إيرانياً، أو حتى أمريكياً! المهم أنه رقص يؤدي استراتيجيةً واحدة، ويذهب به لحلم واحد لا غير! إنه الرقص الذي يأخذه لمنصة (الفرجة)! مثل ذاك الذي حوّل أغنية لا معنى لها ك»غانغام ستايل» لصرعة عالمية، تابعها على اليوتيوب أكثر من مليار و400 مليون شخص على اختلاف لغاتهم ودياناتهم ومناطقهم! لقد دخلت البيوت، والمدارس، والجامعات، والمتاجر، والملاعب، والبرلمانات، ودور السينما! وغناها الكبير، والصغير، والغني، والفقير! ورقص على أنغامها السياسيون، والمثقفون، والاقتصاديون! باختصار، لقد اجتاحت العالم كله رغم تفاهتها! ومع اجتهاد الوزارة الواضح في تنظيم العرض، ولكن، كل ما عليك هو فتح الموسيقى عاليةً في وجه (معرضنا) ليبدأ الرقص الهستيري (اللّا إرادي) على إيقاع الأنغام الغانغامستايلية! لذا فلا غرابة في أن تجده في الصباح ثورياً، وفي الظهر إخوانجيّاً، وبعد العصر وطنيّاً، وفي المساء ليبراليّاً، وآخر اللّيل شاعراً! لا يهمّ! المهم هو الاستمرار في الرقص وعدم توقّف (مديريه) عن الحلم وهم في صحوهم، وفي نومهم، قياماً، وقعوداً، وعلى جنوبهم، منتظرون بلهفة الملهوف سماع الصفيق الحار في آخر العرض تحت شهية الريتويت والإعجاب!