حينما أنظر للشعبية الجارفة التي يحققها فريق كرة القدم كنادي “برشلونة” خلال السنين القليلة الماضية، أتذكر دائماً المقوله الشهيرة للصحفي السعودي المعروف عثمان العمير الذي قال يوماً: “دعوا التعصب, وشجعوا الهلال”. فبرشلونة الإسباني اكتسح في السنوات الأخيرة بصورة غير مسبوقة سواءً على الصعيد المحلي أو الأوروبي أو الدولي. ما يقدمه هذا الفريق الكاتلوني في فنون و مهارات و إمتاع كرة القدم حالياً لا يقارن بأي فريق كرة قدم أخر شاهدته خلال سني عمري التي تقارب الأربعين. نتيجة لهذه المستويات المبهرة أجد من يستغرب كثيراً عندما يجد أنني لا أشجع فريق برشلونة أبداً، بل أحب فريق ريال مدريد و يزداد استغرابه حينما يعلم أيضاً أنني لا أحب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي بل أفضل عليه فريقي أرسينال و ليفربول.
يتعلق الأشخاص بنادي كرة قدم ما, ليس بسبب بطولاته و مستوياته الفنية الرائعة فقط، بل و مثلما يحصل في حالات كثيرة من العشق و التعلق بأشخاص أو أماكن أو قصص أو حتى خيالات، يتعلقون بسبب أسباب أخرى مختلفة منها أشياء غير ملموسة و غير محسوسة. ليس من المهم دائماً أن نعرف أسباب هذا التعلق و لكن من المفترض أن نحترم تعلق الآخرين بأشياء قد لا نقدرها شخصياً. على سبيل المثال يمكنني شرح تعلقي بفريق الريال مدريد لأسباب تاريخية منذ تعلق بنجميه المكسيكي الشهير سانشيز والأسباني بورتوغينيو. نفس الشئ ينطبق على علاقتي بفريق ليفربول منذ أيام العملاقين دالغيليش وأيان رش. اليوم أجد أنني أتعلق بمدينة جدة رغم إنني لم أعش بها و لا أحب مدينة أخرى, رغم أنني قضيت فيها ثلث سني عمري.
في كرة القدم كما شؤون أخرى في الحياة لا تدع تعصبك لشئ ما يدفعك لكي تضغط على الآخرين لكي يتبنوا وجهة نظرك أو أن يتفقوا معك فيما تحب. و الحذر كل الحذر حينما تحاول أن تمارس مثل هذا الضغط على أبناءك حتى يتبنوا ما تريد بعيداً عما يريدون، فلا أعتقد أن هناك الكثيرين يريدون لأبنائهم أن يكونوا نسخة أخرى منهم، أليس كذلك؟