انطلقت مساء أمس الأول فعاليات المقهى الثقافي، في بهو الفندق الذي يستضيف ضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب، بمحاضرة عنوانها «العلاقات الإسلامية المسيحية في العصر الوسيط.. من التصادم إلى الاعتراف المتبادل»، حضرها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، ومجموعة من المثقفين والإعلاميين. وألقى المحاضرة الدكتور محمد الظاهر المنصوري، الذي تطرق في بدايتها إلى تحديد فترة العصر الوسيط، قائلاً إنها تمتد من فترة ما قبل ظهور الإسلام تقريباً إلى سقوط غرناطة سنة 1492م، أو إلى اكتشاف العالم الجديد وأمريكا، ومدتها تقارب الألف سنة من الزمن. وأوضح أن العالم قبل تلك الفترة كان يسمى بالعالم المتوسطي، والمقصود بها عالم البحر المتوسط، وهي المنطقة التي تطل عليها بلاد الشام ومصر والمغرب العربي والأندلس وإيطاليا وآسيا الصغرى «تركيا»، وتمحور تاريخ تلك الفترة حول السيطرة على ذلك البحر وسواحله، وتحكم الرومان به قديماً فترة طويلة، حتى ظهر العرب وسيطروا عليه من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي، وأصبح يعرف في تلك الفترة ببحر «عربي إسلامي». ولفت المنصوري إلى أن القرن ال11 الميلادي شهد تحولاً، كما يقول ابن خلدون في مجال العالم المتوسطي، فما قبل ذلك لم يكن البحر الأبيض المتوسط لا بحراً إسلامياً، ولا بحراً مسيحياً أوروبياً، حتى نشأت الحروب الصليبية وجاءت فترة التحول، وسيطر الأوروبيون على البحر الأبيض المتوسط، وفي القرن ال15 الميلادي أصبح البحر المتوسط بحراً «أوروبياً مسيحياً». أما الفترة الأخيرة، وهي فترة ما بعد القرن ال15 حتى ال17 الميلادي، فكانت، بحسب المنصوري، فترة الصراع العثماني الإسباني، وهذه الفترة مختلفة وأصبح العالم المتوسطي مكتسباً بالطول اليونان شرقاً وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا غرباً، وبدأت تتضح صورة التقسيم الديناميكي الجغرافي. وأشار المنصوري إلى أن الصراعات المتتالية في تلك الفترة لم تمنع من وجود علاقات بين طرفي الصراع، موضحاً أن أواخر القرن ال12 الميلادي شهدت توقيع بعض المعاهدات السلمية ومعاهدات الصلح والتجارة، وكانت محصورة في الزمن لا تتجاوز العشر سنوات، ولو امتدت تلك المعاهدات لتوقف فكر الفتح وهي معاهدات توقف الحرب فقط.