دفع التراخي إحدى الأمهات للنوم وترك فلذات كبدها يلعبون حتى ساعة متأخرة من الليل دون رقابة، ليدفعهم الفضول إلى العبث بأعواد الثقاب وإشعال المكان، الأمر الذي أودى بحياة اثنين منهم، لتتبعها فاجعة أخرى أعلنها الدفاع المدني بتفحّم ثلاثة أطفال إثر احتراق غرفة نومهم بالكامل، ولا ننس قبل ذلك مأساة الأسرة التي فقدت سبعة من أطفالها في أقل من ساعة وسط ألهبة النار المشتعلة داخل منزلهم الشعبي، ولا تزال قضايا الحرائق التي يذهب ضحيتها في المملكة سنوياً عشرات الأبرياء مستمرة تلتهم أرواح الصغار قبل الكبار. فمن يقف خلف ممارسة الإهمال في حق الطفل بتركه وحيداً بلا اهتمام في المنزل، إن لم تكن الأسرة هي المسؤول الأول عن ذلك! فتوفير مستلزمات الحماية في البيت لا يغني عن مراقبة الأطفال، التي تعد أهم وسائل الحفاظ على حياتهم ضد التعرض لأي مخاطر أو حوادث قد تتسبب في إصابتهم بالحروق أو التشوهات وفي أحيان كثيرة قد يواجهون الموت جراء الحوادث المنزلية، إن الصغار مسؤولية ذويهم خاصة في مرحلة ما قبل سن الدراسة حيث يكونون غير قادرين على حماية أنفسهم، لذا كان لزاماً على الأسرة التضحية حتى وإن تطلب الأمر ملازمة الأب أو الأم للطفل ومراقبته أثناء تنقله داخل المنزل من غرفة إلى أخرى، إذ لا يتطلب تعرض صغيرهم لإصابات قاتلة أكثر من ثوانٍ معدودة، ومن هنا تصبح مسؤوليتنا كبيرة تجاه حماية هؤلاء الأبرياء الذين يتوفى منهم بحسب الإحصائيات العالمية أكثر من ألف طفل دون الخامسة من العمر كل ساعة سنوياً، وذلك بسبب الإهمال وعدم وجود متابعة حقيقية لحمايتهم من كافة أشكال الخطر التي يتعرضون لها لتودي بحياتهم بلا ذنب.