مرت علي الأيام الماضية وكأنها سنين عشت لحظاتها بألم وحرقة قلب لاتوصف ، كنت فيها متعبة البدن والإحساس فقلبي وعقلي لم يحتملا رؤية طفلتي الوحيدة وقد أصبحت تعاني من حروق شديدة في وجهها وأجزاء من جسدها الصغير، حدث لها ذلك عندما كنت في إحدى الزيارات العائلية وتحديدا عندما تركتها تلعب وتمرح مع الأطفال وانشغلت مع الحاضرات في تبادل أطراف الأحاديث التي توقفت تماما حين ارتفع صراخها وقد أنسكب عليها ماء مغلي داخل المطبخ حملتها مسرعة الى المستشفى وتم إسعافها في الوقت الذي كانت كل أصابع الاتهام تتجه لي بسبب إهمالي وعدم مراقبتي لها. واليوم وقد أكرمني الله بشفائها التام كان لابد أن أسلط الضوء على هذا الموضوع والذي أعتبره بمثابة رسالة أوجهها لكل الأمهات أقول فيها "السعيد من أتعظ بغيره " . فبقدر ماهو مطلوب منا أن نكون حذرين وحريصين على الأطفال داخل منازلنا بقدر ما يكونوا مسؤوليتنا الأهم في منازل من نزورهم خاصة وأننا لانعلم ما بها من مخاطر قد تهدد حياتهم وصحتهم لهذا يجب أن نكون أكثر انتباها لهم منعا لتكرارالحوادث المأساوية التي نورد بعضها في هذا التحقيق : الوقاية من الندم وتضيف عبير عبدالله قائلة :أغلى ما يملكه أي شخص على وجه البسيطة هم أطفاله وصحتهم هي مسؤولية الأهل الأولى ، ولكن بقدر حذري على سلامة أطفالي في منزلي برفع وإزالة كل ما قد يكون خطرا على صحتهم إلا أني كنت مقصرة في مراقبتهم عندما اذهب في زيارات خارج المنزل وكانت النتيجة هي وفاة طفلي ذي الثلاث سنوات بعد تناوله مبيدا حشريا عالي السمية ، حيث كنت استمع الى أحاديث الجارات وتركت طفلي مع شقيقته الكبرى إلا أنها ذهبت للخارج في حين دخل صغيري بدون أن يشعر به أحد الى مخزن الجيران وتناول المبيد السام وبعد أكثر من ساعة جاءتني ابنتي تبكي وقد وجدت أخاها أزرق اللون ممدا على الأرض ذهبنا به الى المستشفى الذي اخبرنا بأنه قد توفي بسبب الإهمال الأسري ومنذ تلك الحادثة وقلبي يشتعل قهرا وندما بسبب إهمالي. وتقول منى السحيمي: اعتدت على زيارة منزل صديقتي بمفردي غير ان زوجي أصر علي في إحدى المرات اصطحاب ابني والذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات وطلبت منه أن يذهب لمشاهدة الرسوم المتحركة حتى "نعرف نسولف بهدوء انا وصديقتي "وماهي إلا دقائق حتى سمعت بكاء طفلي وقد سقط من النافذة بعد أن تسلق بواسطة الكرسي وقد أصيب حينها بكسور وجروح دامت رحلة علاجها تقريبا أربعة أشهر. وفي ذات السياق تذكر حنان سالم أحد المواقف التي تعرضت لها قائلة :حين ذهبت الى زيارة أهلي في احد الأيام لاستقبال شقيقتي العائدة من السفر، أخذتنا فرحة اللقاء حتى أنستني طفلتي حيث لم أفتقدها إلا بعد ساعتين وبحثنا عنها بالمنزل ولم نجدها والسبب بان باب المنزل بقي مفتوحا لوقت طويل، خرجنا جميعا الى الشارع للبحث عنها ولم نجدها حتى إني أصبحت كالمجنونة وأنا ابكي سألنا جميع المارة والجيران فأجابونا بأنهم لم يشاهدوها حينها قررنا أبلاغ الشرطة وماهي إلا ساعات حتى وجدوها وهي بحالة نفسية صعبة للغاية من شدة بكائها وبعد ان قطعت مسافة طويلة ومع فرحتي بعودتها إلا ان والدها أخذها الى منزل جدتها ورفض عودتي للمنزل كعقاب قاس لكي أكون في المرات القادمة أكثر انتباها على أطفالي . قواعد الحماية ومن جانب آخر ذكرت السيدة فاطمة العنزي وهي مشرفة تربوية بأن أغلبية الأمهات تحرص عند القيام بعدد من الزيارات باصطحاب أطفالها لتكون مطمئنة عليهم وهم معها أو لعدم توفر خادمة تتولى الإشراف عليهم أثناء غيابها ، وبما ان الأطفال غير قادرين على حماية أنفسهم من الحوادث فإن المسئولية تقع هنا على الداعية والضيفة لان أي إهمال وغفلة قد يؤدي بهم الى الإصابة بإصابات بليغة أو إعاقة دائمة لهذا كان لابد من معرفة قواعد استقبال الأطفال مع أمهاتهم بالرغم من أنها قواعد تخلو من التعقيد والصعوبة إلا ان عدداً كبيراً من السيدات يجهلنها و هذه القواعد تتلخص في تفحص المكان المناسب للعب الأطفال والتأكد من خلوه من كل الوسائل التي قد تهدد حياتهم وكذلك توفير عدد من ألالعاب المناسبة لعمرهم لكي ينشغلوا باللعب بها لكن مع الأسف هناك بعض الأمهات تطلب من أطفالها إخفاء العابه إذا قدم أطفال آخرون وهذا بلا شك يدفعهم للعبث بأشياء قد تضرهم ومن المهم أيضا تفقدهم بين فترة وأخرى ومتابعة حركتهم. الحوادث الشائعة ويضيف د. محمد طيفور استشاري جراحة التجميل والحروق ورئيس قسم الجراحة بمستشفى الملك خالد المدني بتبوك قائلا :يتعرض بعض الأطفال لحوادث شتى بشكل يومي تقريبا وما يؤسف فقدان الكثير من الأهالي لأطفالهم بسبب تلك الحوادث التي تحصل لهم في منازلهم أو في منازل أقربائهم منها ما تكون بسيطة ولكنها تجعل الطفل كثير البكاء والألم ومنها ما تكون قاتلة وفي جميع هذه الحوادث يوجد عامل مشترك وهو إهمال الأهل وفقدان الحذر. ويشير الى أن أكثر الحوادث المنزلية شيوعا هي حوادث السقوط والانزلاق والتسمم بالأدوية والمواد الكيميائية والغرق وحوادث الكهرباء والاداوات الحادة والاختناق وحوادث الألعاب وانغلاق الأبواب .وتسجل الحروق أكثر نسبة في الحوادث المنزلية للأطفال. ويشدد د. محمد على الأمهات بضرورة توخي الحذر وإعادة تنظيم أماكن تواجد الأطفال داخل المنزل بحيث يصعب الوصول الى كل ما قد يسبب أي حادثة مؤسفة مع ضرورة توفير حقيبة الإسعافات الأولية في المنازل وتعلم الأهل لبعض الإسعافات عند وقوع أي حادث لاسمح الله . ألعاب خطرة على الاطفال تخلو من أدوات السلامة