فطين عبيد تداولت معظم وسائل الإعلام في المملكة مؤخراً تدفق ألوف المتسللين من الجمهورية الإثيوبية الفيدرالية الديمقراطية على مناطق جنوب المملكة التي وصلوها عن طريق الجبال اليمنية الوعرة. تُعرَفُ إثيوبيا قديماً باسم الحبشة، ويسميها البعض «برج المياه»؛ لكثرة منابع الأنهار فيها في القرن الإفريقي، ويزيد عدد سكانها عن 91 مليون نسمة.ثلث السكان مسلمون مضهدون من قِبَل الحكومة، والباقي مسيحيِّون، أو أقليات من يهود الفلاشا، وحديثاً توافد بعض المخالفين من هذه الجنسية إلى أسواق وجبال وبيوت المملكة قادمين من جهة اليمن، التي يفوق عدد المتسللين من خلالها ألف شخص يوميًّا حسب المصادر الرسميَّة. الترابط الأسري بين عديد من الجماعات الإثيوبية ضعيف أو معدوم، حيث أنسابهم متداخلة نتيجة انحرافهم الأخلاقي وطرق الاغتصاب والخطف وتصفية الحسابات والجرائم التي يمارسونها. وهي العادات الدارجة في بلادهم للزواج، حتى أنَّ معظم البنات الصغار يُحجمن عن الذهاب إلى المدرسة خشية الاختطاف، مما ضاعف حجم الجهل في هذه البلاد التي تغرق بتجارة الحشيش والمخدرات والمُسكِرَات.بل إنَّ من عاداتهم المقززة أن يتناوب الخاطف وأصدقاؤه على اغتصاب الفتاة المختطَفة، وبعدها بأشهر يتقدم لخطبتها من أهلها وهي في بيته، غالباً يعطيهم بقرة ويعتذر منهم!! أمراض الإيدز ربما هي الأعلى في العالم بين أبناء هذه الجنسية، بسبب الزواج بالإكراه بعد الخطف، إضافةً إلى الفقر المُدقع الناتج عن الجفاف، والقذارة التي ترافق معيشتهم، رغم أنَّ أول حضارة على وجه الأرض كانت في مناطقهم. كما أنَّ تجارة التهريب في إثيوبيا تتم عبر الحدود من خلال رعاة الإبل والأغنام مع الصومال وجيبوتي وكينيا، وبالتالي فهم متمرِّسُونَ ومدربون على التخفي والتمويه والتجارة غير القانونية. تطهير المتسللين بهذا الشكل المفاجىء في المملكة بفِرَقٍ من الأهالي والمجاهدين والقوى الأمنية والاستنفار عبر الحدود مع اليمن التي شكلت سابقاً حرباً مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران يثير كثيراً من الأسئلة.كيف تمكَّن المتسللون من الاسترخاء والتغلغل طوال هذه السنوات؟ وما هو مورد رزقهم؟ وأين ينامون؟ وما هي الأوراق القانونية التي بحوزتهم؟ أين يتعالج ويدرس أولادهم؟ ما كمية الأسلحة وعدد مصانع الخمور والمخدرات التي تم ضبطها بحوزتهم؟ حدود المملكة تشكل مفصلاً في تاريخ مملكتنا، بحاجة إلى رصد ومتابعة من جهات الاختصاص عن جنسيات المتسللين ونواياهم وأعدادهم وسجلاتهم وطرق عودتهم السريعة بعد ترحيلهم؟ ربما نحن بحاجة إلى كرسي بحث جامعي متخصص لرصد الظاهرة والتعاطي معها ابتداء مما يسمى «مخلفات الحجاج» وحتى اليوم!