تباينت أسعار الأسماك في القنفذة، إذ شهدت أسواق الجزء الجنوبي من المحافظة ارتفاعاً كبيراً وصلت نسبته 100%، مقارنة بالأسعار في الجزء الشمالي. وعزا عدد من المستهلكين الذين التقتهم «الشرق» أثناء جولتها في أسواق القنفذة، هذا الارتفاع إلى اختلاف نسبة الإقبال على الأسماك من منطقة إلى أخرى. وقد شهد السوق المركزي للأسماك استقراراً في أسعار كثير من الأسماك، وتراوح سعر كيلو البياض بين 25 إلى ثلاثين ريالاً، الهامور أربعين ريالاً، الشعور 35 ريالاً، الحلل أربعين ريالاً، وسجل الناجل السعر الأعلى بين هذه الأنواع خمسين ريالاً للكيلو. ورأى التاجر هادي الرفيدي أن ارتفاع أسعار الأسماك مفتعل، محملاً المسؤولية للعمالة الوافدة التي تدير عمليات البيع في حراج الأسماك. وحول استقرار الأسعار داخل السوق مقارنة بخارجه، أفاد الرفيدي بأن هناك أموراً تنظيمية من قِبل البلدية للحد من ظاهرة ارتفاع الأسعار، وقد استفاد منها الجميع سواء البائع أو المستهلك، مشيراً إلى أن المستهلك أمامه عدة خيارات لتجنب الأسعار المرتفعة، خصوصاً وأن الإقبال على مهنة الصيد أصبح كبيراً، وطالب المستهلكين بالتوجه إلى الأسواق الخاصة، وتجنب الشراء من الباعة المتجولين. ورصدت «الشرق» خلال جولتها في السوق المركزي إقبالاً كبيراً من جانب المستهلكين على الباعة المتجولين الذين يتخذون من سياراتهم وعرباتهم الصغيرة نقاط بيع للأسماك، ولاحظت ارتفاع الأسعار بنسبة 50% مقارنة بما هو معروض من الأسماك داخل السوق، وعزا أصحاب هذه النقاط الارتفاع إلى أن المعروض لديهم يعدّ طازجاً مقارنة بما هو معروض داخل السوق، ولا يفصل عن وقت اصطياده وتقديمه للمستهلك سوى ساعات قليلة. وفي الجانب الآخر، وعلى بُعد نحو 120 كيلومتراً جنوبي القنفذة، سجلت أسواق مركز عمق التابع إدارياً لمنطقة عسير، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وتعدّ مرافئ الصيد في عمق أحد أهم المرافئ التي تغذي أسواق الجزء الجنوبي للمحافظة، ووصل سعر كيلو السمك البياض إلى ستين ريالاً، وهو السعر نفسه الذي سجله نوع الشعور، فيما بلغ الهامور سبعين ريالاً، وسجل الناجل السعر الأعلى بثمانين ريالاً للكيلو، وتراوحت أسعار الحلل من خمسين إلى 55 ريالاً. وكشفت جولة «الشرق» في حراج الأسماك في عمق عن سيطرة كبيرة للعمالة الوافدة على السوق، إذ يصعب على كثير من مرتادي الحراج شراء السمك، كون المعروض للبيع بالجملة قليلاً، وأغلبية ما يتم اصطياده يتم بيعه من قِبل العمالة الوافدة بالكيلو سواء كان المشتري مستهلكاً أو راغباً في جني ربح من وراء هذه الأسماك من خلال عرضه في السوق الشعبي في عمق، الذي يشهد إقبالاً كبيراً على المطاعم الشعبية. وقال إبراهيم الهلالي إن المطاعم الشعبية التي يحتضنها مركز عمق أسهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار الأسماك، فالسمك يعد وجبة رئيسة، مضيفاً أن ما يتم اصطياده يكفي حاجة المنطقة فقط، ومن ثم فإن ما يتم تصديره من الأسماك إلى الأسواق في شمال القنفذة والمناطق المحيطة بعمق سيكون مرتفعاً كون الطلب أكثر من العرض في هذه المنطقة.