في الساعة الواحدة صباحاً من أول سبتمبر عام 1914م لفظت مارثا أنفاسها الأخيرة وانتهت بذلك حياة حافلة امتدت لتسعة وعشرين عاماً ، وأسدل الستار نهائياً على حياة نوع بيولوجي بأكمله من نوع الحمام الزاجل أو الحمام الرحال وقد ماتت في حديقة الحيوانات في مدينة سنسناتي بولاية أوهايو الأمريكية. في أوائل القرن الماضي كان هناك مابين ثلاثة إلى خمسة بلايين طائر من هذا النوع تغطي أجواء القارة الأمريكية إلا أن مسيرة الانقراض النوعي التي قد وصلت نهايتها المأساوية في مدى قرن من الزمان كانت كافية لإبادة كل تلك البلايين من الحمام الزاجل . إذاً، فالكثرة ليست دائماً هي الحل لمواجهة الانقراض البيولوجي . فالإنسان بوسائله التدميرية من بنادق ورشاشات استطاع أن يبيد عدداً كبيراً من الأحياء . فكيف نستطيع أن نقيم علاقة تعايش سلمي بين الإنسان والحياة الفطرية ؟ أيهما أسهل ..إبرام معاهدة تعايش سلمي وعدم اعتداء بين الإنسان والحياة الفطرية ، أم بين الذئاب والغنم؟ هل إقامة مناطق منزوعة الإنسان .. هل هي وسيلة حتمية لصيانة البيئة ؟ إن ظاهرة الانقراض البيولوجي تحدث وفقا لعوامل معينة . بعضها نجهله وبعضها نظن أننا نلم ببعض جوانبه وبعضها توفرت لنا من المعلومات مايجعلنا نعتقد بثبوته كحقائق علمية ، وعليه فإن في مقدورنا أن نقدم من الافتراضات والنظريات مايصلح لرأب التصدع الذي يحدث في الأنظمة البيئية .