أبدى أهالي قرى راحة سنحان وتهامة قحطان بعسير استياءهم من مماطلة إدارة النقل في المنطقة في تنفيذ دوار للتقاطع الذي يخدم قراهم وأكثر من 15 مدرسة ومستوصفاً، إلى جانب الطريق الحيوي الذي يربط منطقة جازان بتهامة آل مقرح، رغم المطالبات المستمرة بتنفيذه لحماية الأرواح، والتوصيات التي خلصت إليها عدة لجان من إدارات مركز الحرجة والنقل والمرور والبلدية والدفاع المدني والشرطة. مشيرين إلى أنَّ التقاطع الواقع في منحدر للطريق القادم من نجران يزيد من سرعة الشاحنات التي تفوق 140 كيلومترا في الساعة، مما تسبَّب في كثير من الحوادث التي راح ضحيَّتها العشرات، من بينهم خمسة شبان قضوا في لحظة واحدة بعد أن سحقتهم شاحنة قبل عامين. وقال محمد أبو هذلول الجابري، إنَّ أوراق المعاملة الخاصة بتنفيذ التقاطع وتسليمه لبلدية الحرجة تراكمت منذ بداية تنفيذ الطريق الدولي نجران – أبها قبل عدَّة سنوات، تحتفظ «الشرق» بنسخ منها. مشيراً إلى أنَّ لجنة تضم ممثلين عن عدة إدارات شخصت إلى الموقع، وأوصت بسرعة تنفيذ دوار وثلاث إشارات ضوئية ومطبات اصطناعية في خارج الأحياء، ومطبات اصطناعية خفيفة للتهدئة؛ لأنَّ راحة سنحان منطقة بها كثافة سير على الطريق الدولي أبها – نجران. كما تمَّ تكليف إدارة النقل في عسير بوضع لوحات إرشادية بوجود منطقة سكنية بها كثافة سير على الطريق الرئيس. وذكر أنَّ اللجنة استندت في توصياتها إلى تقرير صادر عن شرطة الحرجة بعد الحوادث التي وقعت في التقاطع التي قُدِّرت ب103 حوادث خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر فقط أوقع وفيات وإصابات متنوعة. وأضاف حامد عوض آل لعور أنَّ تنفيذ الدوار والإشارة الضوئية سيحدُّ من خطورة التقاطع، لافتاً إلى وضع فتحات للدوران في أماكن غير مناسبة وبلا دراسة، حيث يضطر كل يوم لقطع أكثر من ستة كيلومترات، حيث توجد أقرب فتحة دوران، لكي يعود إلى منزله الذي لا يبعُد عن التقاطع سوى 200 متر فقط. وزاد محمد آل مقرح (من تهامة قحطان): إنَّ التقاطع يخدم شريحة كبيرة من سكان راحة سنحان وعرض آل مقرح وتهامة قحطان، ويخدم عشرات المدارس، ويسهِّلُ تنقل الجهات الأمنية من وإلى مركز الحرجة، حيث الطرق المتشعبة التي تحتاج إلى تمشيط باستمرار لملاحقة مجهولي الهوية. وعلمت «الشرق» من مصادر مطلعة في بلدية الحرجة أنَّ البلدية لا تمانع من إنشاء الدوار فور تسليمها الموقع من قِبَل إدارة النقل حيث وُضِعَ له رسمٌ تخطيطيٌّ، حصلت «الشرق» على نسخة منه. من جانبه، ذكر الناطق الإعلامي للمجلس البلدي في الحرجة، عوض المقداد، أنَّ المجلس أيَّد إنشاء الدوار خلال اجتماعه الثلاثاء الماضي برئاسة رئيس البلدية المهندس سعيد السالم. في انتظار المسؤول حاولت «الشرق» الحصول على رد من إدارة النقل في عسير، ولكن دون جدوى؛ نظراً لعدم الرد من قِبَل «السنترال» الذي وُضع لخدمة المراجعين. كما أجرت عدة اتصالات على هاتف المراقب أحمد العسيري المكلَّف من قِبَل إدارة النقل في عسير للوقوف على الموقع ودراسة الاستدعاء المقدَّم من قِبَل أهالي راحة سنحان، لكن دونَ استجابة.